| التسجيل | دخول
الخميس, 2024-12-26, 11:48:45 PM
أهلاً بك ضيف شرف | RSS
[ رسائل جديدة · المشاركين · قواعد المنتدى · بحث · RSS ]
  • صفحة 1 من%
  • 1
مشرف المنتدى: أبوعمر  
أشهد أن محمداً رسول الله
jride22_ilالتاريخ: الخميس, 2012-09-13, 10:52:50 PM | رسالة # 1
فريق
نائب القائد العام

2011-06-08
المشاركات : 1051
جوائز: 5 +

Offline
بسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ

إِنَ الحَمدَ لله نَحْمَدَه وُنَسْتعِينَ بهْ ونَسْتغفرَه ، ونَعوُذُ بالله مِنْ شِروُر أنْفْسِنا ومِن سَيئاتِ أعْمَالِنا ، مَنْ يُهدِه الله فلا مُضِل لَه ، ومَنْ يُضلِل فَلا هَادى له ، وأشهَدُ أنَ لا إله إلا الله وَحْده لا شريك له ، وأشهد أن مُحَمَداً عَبدُه وَرَسُوُله .. اللهم صَلِّ وسَلِم وبَارِك عَلى عَبدِك ورَسُولك مُحَمَد وعَلى آله وصَحْبِه أجْمَعينْ ، ومَنْ تَبِعَهُمْ بإحْسَان إلى يَوُمِ الدِينْ وسَلِم تسْليمَاً كَثيراً .. أمْا بَعد ...

أشهد أن محمداً رسول الله

إنه أيها الأخوة لا ينقطع الثناء والشكر على من أسدل النعم والمنن على الناس، لا ينقطع التوقير والتبجيل في النفس ومشاعرها تجاه أولئك النفر الذين وهبوا حياتهم وأموالهم لتبليغ الدين ورسالة رب العالمين. وكلما علت منزلة الواحد من هؤلاء كلما كان أقرب للاصطفاء والاجتباء.

وعلى رأس هؤلاء محمد - صلى الله عليه وسلم - هذا النبي الكريم الأمي، الذي أرسله الله على حين فترة من الرسل، أتى بالنور معه، والناس أحوج ما يكونون إليه، أتى بالهدى والناس أشد ما يكونون في الضلالة، أتى بالإيمان والناس أشد ما يكونون في الكفر. وأعظم الناس إدراكاً لعظيم الحاجة لهذا النبي هم صحبه الأول.

فأدركوا مدى الشقاء الذي كان سيلازمهم لولا بعثة هذا الرسول، فلقد أخرجهم من دركات الظلمات إلى النور التام، فدلهم على طريق الجنة، وحذرهم، فأخذ بُحجزهم عن النار وسبلها، أخرجهم من عبودية أهوائهم إلى عبودية رب العالمين، أعاد النفوس والفطر إلى وضعها الصحيح الذي خلقت له ومن أجله.

أيها المسلمون: لنسرح بخيالنا، مع الرعيل الأول، وكيف كانوا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكيف عرف أولئك أن يأخذوا الإيمان والخلق والعبادة من بينهم ومن هديه، فارتقوا في درجات سلم العبودية، فوصلوا إلى ما وصلوا إليه. أما نحن، فنقول: أشهد أن محمداً رسول الله لكن الفرق ستجده بعد قليل.

لما أدرك الصحابة نعمة بعثة الرسول بينهم، قام في قلوبهم من حبه الشيء العظيم، فعمر ذكره والثناء عليه قلوبهم ومجالسهم، ما أن يسمعوا بلالاً - رضي الله عنه - يردد من خلفه بصدق: "أشهد أن محمداً رسول الله" تخرج حارّة من قلوبهم فتترجم حية في واقع حياتهم، فهذا مهتم بأمر سواكه، وهذا مهتم بنعله، وهذا مهتم بوضوئه وطهوره، وهذا يصلح له دابته، وهذا يحفظ له ماله وقوته، وهذا يبادر إليه فيستضيفه، وهذا، وهذا، وتجاوز بهم الحب إلى أن يقتسموا شعره إذا حلقه ويتوضئون بفضلة وضوءه، بل وما يتنخم ولا يتفل إلا ومدوا أيديهم في الهواء يتلقون أثراً من النبي - صلى الله عليه وسلم -.

قال عروة بن مسعود القريشي يا قوم، والله لقد وفدت على كسرى وقيصر والملوك فما رأيت ملكاً يعظمه أصحابه ما يعظم أصحاب محمد محمداً - صلى الله عليه وسلم - والله ما يحدون النظر إليه تعظيماً له، وما تنخم نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم فيُدلك بها وجهه وصدره، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوءه.

وها هم يرحلون في طلب حديثه وذكره وكلامه الشهور الطويلة من أجل تجديد العهد بحديثه، وجرسه في أسماعهم، وصداه في قلوبهم.

أيها المؤمنون: نعم لقد شهد أولئك النفر والصحب الكرام حق الشهادة أن محمداً رسول الله، فأحبوه صدق المحبة، كان الرجل منهم ما أن يخلو بأهله، فيذكر أنه قد يفترق عن حبيبه ورسوله في الآخرة، حتى يُرى أثر ذلك في وجهه فتصيبه الهموم والأحزان.. قالت عائشة: "جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله إنك لأحب إليّ من نفسي، وأحب إليّ من أهلي، وأحب إليّ من ولدي، وإني لأكون في البيت فأذكُركَ فما أصبر حتى آتيك فأنظر إليك، وإذا ذكرت موتي وموتك، عرفت أنك إذا دخلت الجنة رُفعت مع النبيين، وإن دخلت الجنة رُفعت مع النبيين، وإن دخلتُ الجنة خشيت ألا أراك فلم يَرُدّ عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى نزل قوله تعالى: ﴿وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا* ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللّهِ وَكَفَى بِاللّهِ عَلِيمًا﴾ [(69- 70) سورة النساء]

وما فرح الصحابة فرحاً مثل فرحهم عندما جاء ذلك الأعرابي فقال: يا رسول الله، الرجل يحب القوم ولمّا يلحق بهم، قال - عليه الصلاة والسلام -: (المرء مع من أحب) قال أنس: "فأنا أحب النبي وأبو بكر وعمر"

نعم أيها الأخوة: بمثل هذا كان يحدث الرجل منهم نفسه، وذلك لتمام المحبة لهذا النبي - صلى الله عليه وسلم -، كان الواحد منهم يحدث نفسه، هذه مجالسنا معه في الدنيا فهل يا ترى نكون معه في الجنة؟ هذا السؤال كان يشغل جانباً كبيراً من مشاعر وأحاسيس ووجدان أولئك المؤمنين الصادقين. لقد شهدوا حق الشهادة أن محمداً رسول الله، فأحبوه صدق المحبة، محبة أخرجتهم من ملذاتهم ومراداتهم إلى مراده هو، وما يأمر به وينهى عنه. فلم يبق في قلوبهم تعظيم لأحد، أو توقير فوق تعظيم وتقدير رسول رب العالمين - صلى الله عليه وسلم -. جادوا بأموالهم في سبيل دينه ودعوته، جادوا بأنفسهم في سبيل الذب عنه.

تجود بالنفس إذا ضن البخيل بها *** والجود بالنفس أقصى غاية الجود

كان الشيخ الهرم الكهل الذي فني وذهبت قوته وأقبل ضعفه، وذهبت صحته وأقبل مرضه، كان يتمنى أن لو كان شاباً يقاتل ويناضل عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا ليتني أكون فيها جذعا"

أيها المسلمون: لا توجد منةٌ لإنسان مهما بلغ مثل منّة الرسول - صلى الله عليه وسلم - على هذه الأمة، فما من بيت إلا ونالته من بركة هذا النبي الكريم أشياء وأشياء.

رُئي الإمام أحمد - رحمه الله - في المنام بعد موته، فسُئل عن حاله؟ فقال: "لولا هذا النبي الكريم لكنا مجوساً . قال ابن رجب - رحمه الله -: وهو كما قال، فإن أهل العراق لولا رسالة محمد - صلى الله عليه وسلم - لكانوا مجوساً، وأهل الشام ومصر لولا رسالته لكانوا نصارى، وأهل جزيرة العرب لولا رسالته لكانوا مشركين عباد أوثان"

وكان أيوب السختياني وهو من كبار التابعين يبكي كثيراً ويقول: "لولا هذا النبي لكنا كفاراً"

وهذا عبيدة بن عمرو المرادي يقول له محمد بن سيرين: "إن عندنا من شعر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئاً من قِبل أنس بن مالك، فقال: لأن يكون عندي منه شعرة أحبُّ إلي من كل صفراء وبيضاء على ظهر الأرض"

قال الذهبي - رحمه الله -،: "وهذا القول من عبيدة هو معيار كمال الحب، وهو أن يؤثر شعرة نبوية على كل ذهب وفضة بأيدي الناس"

ومثل هذا يقول هذا الإمام بعد وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم - بخمسين سنة. وقد كان ثابت البُناني إذا رأى أنس أخذ يده فقبلها، ويقول: "يدٌ مست يد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -"

لقد كان حب النبي - صلى الله عليه وسلم - في قلوب الأمة ينبع حيوية ويبث نوراً عظيماً فيها، لقد كان حباً لأمره ونهيه لقد كان حباً شرعياً، وصل بهم إلى أعلى درجات الإيمان.

لقد كان خالد بن معدان قلما يأوي إلى فراشه إلا وهو يذكر شوقه إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإلى أصحابه من المهاجرين والأنصار ثم يسميهم، ويقول: "هم أصلي وفصلي، وإليهم يحن قلبي، طال شوقي إليهم".

عباد الله: ليس الصحابة والتابعون فحسب هم الذين أحبوا النبي - صلى الله عليه وسلم - فلقد أحبه كل شيء بالمدينة، الجذع الذي يخطب النبي - صلى الله عليه وسلم - عليه، يحن إلى حديثه شوقاً، ويُظل يُسمع له حنيناً في المسجد وبكاء، فينزل إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويُسكته كما يُسكت الإنسان طفله، ثم هذا أُحد، يصعده النبي - عليه الصلاة والسلام - ومعه ثلة من أصحابه، فيرجف بهم فيقول: (أثبت أحد)، ثم يقول: هذا جبل يحب النبي - صلى الله عليه وسلم -, أنا وأنت بعيدون عن مثل هذه المشاعر والأحاسيس، إنه والله الحرمان.

إن هذا الذي أدركه الصحابة وأدركه التابعون، تجاه النبي - صلى الله عليه وسلم - جهله مع كل أسف عوام الناس وخواصهم في هذه الأيام، فأصبحوا لا يعرفون قدر عظيم المنّة عليهم بمبعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفضله على آحادهم وأفرادهم، وأنهم به قد أُخرجوا من الظلمات إلى النور، ومن الضلال إلى الهدى، ومن الشقاء إلى السعادة، ومن الكفر إلى الإيمان، ومن النار إلى الجنة ﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُوْلِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ آمَنُوا قَدْ أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا* رَّسُولًا يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِّيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقًا﴾ [(11) سورة الطلاق]

أيها المؤمنون: لقد كانت محبة الرسول - صلى الله عليه وسلم - والثناء عليه وشكره كان ذلك كله شعاراً خالط باطن الأمة. وكان دثاراً ترتديه الأمة والمؤمنون طيلة حياتهم. عن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين) رواه البخاري. وفي رواية عنده أنه حلف على ذلك - صلى الله عليه وسلم - فقال: (فوالذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده)

وبوّب عليه النووي بقوله: باب وجوب محبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أكثر من الأهل والولد والناس أجمعين. وجاء عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أنه قال للنبي - صلى الله عليه وسلم -: "لأنت يا رسول الله أحب إليّ من كل شيء إلا من نفسي، فقال: (لا، والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك) فيقول عمر مباشرة: "فإنك الآن والله أحب إليّ من نفسي فقال: (الآن يا عمر) رواه البخاري.

فنسأل الله - جل وتعالى - أن يرزقنا حبه وحب نبيه وأن يحشرنا مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.




تم تحرير الرسالة jride22_il - الخميس, 2012-09-13, 10:53:46 PM
 
  • صفحة 1 من%
  • 1
بحث:


Copyright MyCorp © 2024 | Gaza Software