فريق
نائب القائد العام
2011-06-08
المشاركات : 1051
| عادات مؤلمة ! بعض الهواتف ... مقابر جماعية ! (1) عادة مؤلمة تلازم الكثير منا وهي عادة الإحتفاظ بالهواتف القديمة ! تمسكا بمحتوى ( ميموراتها ) وبتفاصيل قمنا بتخزينها بها ذات مرحلة وإحساس ما ! حتى تحولت الهواتف إلى عُلب تخزين نتناولها عند الحنين بنهم ولا تسد جوع سنواتنا مهما تناولنا !
(2) فلماذا نحول هواتفنا القديمة إلى مقابر جماعية ندفن بها مرحلة أو مجموعة مراحل من العمر بتفاصيلها وشخوصها وحكاياتها وأبطالها ! ونهجرها في محاولة للنسيان وللبدء في خطوة جديدة نحو جديد ما ! لكننا قد لا نصل لهذا الجديد مهما خطونا باتجاهه من خطوات ! فبعض القديم يبقى تحت أقدامنا كحجر عثرة ! يُكرر سقوطنا ويعرقل إلى الامام خطواتنا ! (3) فلماذا نصر على الإحتفاظ ببقايا الأشياء ! فيصيبنا إصرارنا على الوفاء لتفاصيل مؤلمة بالعجز والتردد في التخلص منها ربما إحتراما لعمر ما ! أو تمسكا بلحظات دافئة نعلم يقينا أن الحياة قد لا تكررها لقلوبنا مرة أخرى ! فنحتفظ بها كإرث ثمين نخفيها في هاتف قديم ! نجمدها بحروفها وتواريخها ودقائقها ونتصفح الهاتف بابتسامة ميت إذا ما ألقته الصدفة يوما أمام أعيننا ! ونقلب محتواه بحسرة عمر ! كامرأة مسنة تقلب محتوى صندوقها القديم تبحث عن ثمين ماضيها ! في كل قطعة ذكرى وفي كل ذكرى عمر فتشم العمر في الذكرى وتشم الذكرى في العمر !
(4) علما بأن قديمنا لا يحتفظ بعطره ومع هذا نحن نشم به رائحة ما ! رائحة زمن / رائحة حدث / رائحة حزن / رائحة فرح ! رائحة موعد / رائحة لقاء / رائحة وداع ! مجموعة روائح تعيدنا إلى الزمان ذاته والمكان ذاته ! إلى حيث بدأت حكاية وحيث إنتهت حكاية !
(5) وتبقى هذه العادة ملاصقة لنا ! فا إذا ماقررنا يوما البدء من جديد فإننا نتوقف طويلا قبل إتخاذ قرار التخلص منها فالقاء مرحلة من العمر في محرقة الأيام يحتاج إلى الكثير من القوة / والكثير من القسوة / والكثير من الإرادة ! لهذا الكثير منا يتحايل على قراراته ويبرر إحتفاظه بها تحت مسميات مختلفة ! ويستبدل قرار التخلص منها / بقرار إخفائها ! فيخفيها عن الأعين كدليل ثابت لماضي غير مرغوب به من قِبل الآخرين !
(6) فاختصروا معاشرة الحزن ! [ تخلصوا من وفاء الأموات للأحياء ] واطلقوا سراح ذكرياتكم كعصفور مكسور الجناح ! أتركوها ترحل بمرها وسُكرها ! ولا تخزنوها في آلالات إلكترونية ! تتحول مع الوقت إلى ... مقابر جماعية !
(7) فما أغبى الجريمة ! حين نخزن تفاصيل اللحظات في آلة جامدة ! لنكتشف بعد سنوات من المعاناة إن كل ماتبقى لنا من أجمل سنوات العمر هواتف قديمة ! تتوسد أغبرة الأرفف والخزائن تحمل في ذاكرتها ! مسجات وأرقام وصور لبشر مروا بنا يوما ورحلوا كما ترحل الأعمار! فلا هم داموا ولا دامت الأعمار !
|