| التسجيل | دخول
الأحد, 2024-12-22, 6:01:16 AM
أهلاً بك ضيف شرف | RSS
[ رسائل جديدة · المشاركين · قواعد المنتدى · بحث · RSS ]
مشرف المنتدى: أبوعمر  
كتاب : تفسير الأحلام لابن سيرين ؟؟؟
أبوعمرالتاريخ: الجمعة, 2011-09-02, 4:38:10 PM | رسالة # 51
لواء
المشرفين

2011-07-25
المشاركات : 764
جوائز: 1 +

Offline
الباب الثاني والأربعون

في رؤيا النار وأدواتها ...

من الزند والحطب والفحم والتنور والكانون والسراج والشمع والقنديل وما اتصل بذلك
النار: دالة على السلطان لجوهرها وسلطانها على ما دونها مع ضرها ونفعها، وربما دلت على جهنم نفسها، وعلى عذاب الله، وربما دلت على الذنوب والآثام والحرام، وكل ما يؤدي إليها ويقرب منها. من قول أو عمل. وربما دلت على الهداية والإسلام والعلم والقرآن، لأنّ بها يهتدى في الظلمات، مع قول موسى عليه السلام: " أو أجد على النار هدى " فوجد وسمع كلام الله تعالى عندها بالهدى. وربما دلت على الأرزاق والفوائد والغنى، لأنّ بها صلاحاً في المعاش للمسافر والحاضر، كما قال الله عزّ وجلّ: " نَحْن جَعَلْنَاهَا تَذْكرَةً وَمَتَاعاً لِلْموِقين " . ويقال لمن افتقر أو مات، خمدت ناره. لأن العرب كانت تقدمها هداية لابن السبيل والضيف المنقطع، كي يهتدي بها ويأوي إليها، فيعبرون بوجودها عن الجود والغنى، وبخمودها عن البخل والفقر. وربما دلت على الجن لأنّهم خلقوا من نار السموم. وربما دلت على السيف والفتنة، إذا كان لها صوت ورعد وألسنة ودخان. وربما دلت على العذاب من السلطان، لأنّها عذاب الله وهو سلطان الدارين. وربما دلت على الجدب والجراد. وربما دلت على الأمراض والجدري والطاعون.
فمن رأى ناراً وقعت من السماء في الدور والمحلات، فإن كانت لها ألسنة ودخان فهي فتنة وسيف يحل في ذلك المكان، سيما إن كانت في دور الأغنياء والفقراء، ومغرمِ يرميه السلطان على الناس، سيما إن كانت في دور الأغنياء خاصة، فإن كانت جمراً بلا ألسنة، فهي أمراض وجدري أو وباء، سيما إن كانت عامة على خلط الناس.
وأما إن كان نزول النار في الأنادر والفدادين وأماكن الزراعة والنبات، فإنّها جدب يحرق النبات أو جراد يحرقه ويلحقه. وأما من أوقد ناراً على طريق مسلوك، أو ليهتدي الناس بها إن وجدها عند حاجته إليها، فإنّها علم وهدى يناله، أو يبثه وينشره إن كان لذلك أهلاً، وإلا نال سلطانَاً وصحبة ومنفعة وينفع الناس معه.
وإن كانت النار على غير الطريق، أو كانت تحرق من مر بها أو ترميه بشررها أو تؤذيه بدخانها، أو حرقت ثوبه أو جسمه أو ضرت بصره، فإنّها بدعة يحدثها أو يشرف عليها، أو سلطان جائر يلوذ به أو يجور عليه على قدر خدمته لها أو فراره منها.
وأما إن كانت ناراً عظيمة لا تشبه نار الدنيا، قد أوقدت له ليرمى فيها، كثر أعداؤه وأرادوا كيده فيظفر بهم ويعلو عليهم، ولو ألقوه فيها لنجا، لنجاة إبراهيم عليه السلام. وكل ذلك إذا كان الذين فعلو به أعداءه، أو كان المفعول به رجلاً صالحاً. وأما إن رآها تهدده خاصة، أو كان الذين تولوا إيقادها يتواعدونه، فليتق الله ربه ولينزع عما هو عليه من أعمال أهل النار من قبل أن يصير إليها، فقد زجر عنها إذ خوف بها.
وأما من رأى النار عنده في تنور أو فرن أو كانون أو نحو ذلك من الأماكن التي يوقد فيها، فإنّها غنى ومنفعة تناله، سيما إن كانت معيشته من أجل النار، وسيما إن كان ذلك أيضاً في الشتاء. وإن رأى ناره خمدت أو طفئت أو صارت رماداً أو أطفأها ماء أو مطر، فإنّه يفتقر ويتعطل عن عمله وصناعته. وإن أوقدها من لا يتعيش منها في مثل هذه الأماكن ليصلح بها طعاماً، طلب مالاً أو رزقاً بخدمة سلطان أو بجاهه ومعونته، أو بخصومة أو وكالة أو منازعة وسمسرة، وإلا هاج كلاماً وشراً وكلام سوء. وأما من رآها أضرمت في طعام أو زيت أو في شيء من المبيعات، فإنّه يغلو، ولعل السلطان يطلبه فيأخذ الناس فيه أمواله.
وأما مات أكل النار، فإنّه مال حرام ورزق خبيث يأكله، ولعله أن يكون من أموال اليتامى، لما في القرآن، فإن رأى النار تتكلم في جرة أو قربة أو وعاء من سائر الأوعية الدالة على الذكور والإناث، أصاب المنسوب إلى ذلك الوعاء صرع من الجن ومداخله، حتى ينطق على لسانه. وقال بعضهم: النار حرب إذا كان لها لهب وصوت، فإن لم يكن الموضع الذي رؤيت فيه أرض حرب، فإنّها طاعون وبرسام وجدري، أو موت يقع هناك.
قال أبو عمرو النخعي لرسول الله صلى الله عليه وسلم: رأيت ناراً خرجت من الأرض فحالت وبيني وبين ابن لي، ورأيتها تقول: لظى لظى بصير وأعمى، أطعموني آكلكم كلكم أهلكم ومالكم، فقال عليه السلام: تلك فتنة تكون في آخر الزمان، تقتل الناس الناس أمامهم، ثم يشتجرون اشتجار أطباق وخالف بين أصابعه، ويحسب المسيء أنّه محسن، ودم المؤمنين عند المؤمنين أحل من شرب الماء.
ومن أجج ناراً ليصطلي بها، هاج أمراً يسد به فقره، لأن البرد فقر.
وقد سئل ابن سيرين عن رجل رأى على إبهامه سراجاً فقال: هذا رجل يعمى ويقوده بعض ولده. فإن أججها ليشوي بها لحماً، أنار أمراً فيه غيبة للناس. فإن أصاب من الشواء أصاب رزقاً قليلاً مع حزن. فإن أججها ليطبخ بها قدراً فيها طعام، أثار أمراً يصيب فيه منفعة من قيم بيته. فإن لم يكن في القدر طعام، هاج رجلاً بكلام وحمله على أمرِ مكروه. وما أصابت النار فأحرقت من بدن أو ثوب، فهو ضرر ومصائب. ومن قبس ناراً أصاب مالاً حراماً من سلطان. ومن أصابه وهج النار اغتابه الناس.
والكي بالنار: لذعة من كلام سوء. والشرارة: كلمة سوء. ومن تناثر عليه الشرر، سمع من الكلام ما يكرهه. ومن رأى بيده شعلة من نار، أصاب سعة من السلطان. فإن أشعلها في ناس أوقع بينهم العداوة وأصابهم بضر، فإن رأى تاجر ناراً وقعت في سوقه أو حانوته، كان ذلك نفاق تجارته، إلا أنّ ما يتناوله من ذلك حرام. والعامة تقول في مثل هذا وقعت النار في الشيء، إذا نفق.
والرماد: كلام باطل لا ينتفع به. ومن أوقد ناراً على باب سلطان، فإنّه ينال ملكاً وقوة. فإن رأى ناراً عالية ساطعة لها ضوء كبير ينتفع بها الناس، فإنّه رجل سلطاني نفاع. فإن رأى أنّه قاعد مع قول حول نار يأمن غوائلها، كان ذلك نعمة وبركة وقوة، لقوله تعالى: " أنْ بُورِكَ مَنْ في النَارِ ومَنْ حَوْلهَا " . وإن رأى ناراً أخرجتَ من داره، نال ولاية أو تجارة أو قوة في حرفة فإن رأى ناراَ سقطت من رأسه أو خرجت من يده ولها نور وشعاع وكانت امرأته حبلى، ولدت غلاماً، ويكون له نبأ عظيم. فإن رأى شعلة نار على باب داره ولم يكن لها دخان، فإنّه يحج. فإن رآها وسط داره، فإنّه يعرس في تلك الدار. فإن آنس ناراً في ليلة مظلمة، نال قوة وظفراً وسروراً ونعمة وسلطاناً، لقصة موسى عليه السلام.
ومن رأى في تنوره ناراً موقدة، حملت امرأته إن كان متأهلاً. فإن رأى ناراً نزلت من السماء فأحرقته ولم يؤثر فيه الحرق، نزل داره الجند. فإن رأى ناراً خرجت من إصبعه، فإنّه كاتب ظالم، فإن خرجت من فمه فإنّه غماز. فإن خرجت من كفه فإنه صانع ظالم.
ومن أوقد ناراً في خراب ودعا الناس إليها، فإنّه يدعوهم إلى الضلالة والبدعة، ويجيبه من إصابته. ومن رأى داره احترقت خربت داره وشيكاً.
وأتى ابن سيرين رجل فقال: رأيت كأنّي أصلي بخفي بالنار، فوقعت إحداهما في النار فاحترقت، وأصابت النار من أخرى سفعاً. فقال ابن سيرين: إن لك بأرض فارس ماشية قد أغير عليها وذهب نصفها، وأصيب من النصف الآخر شيء قليل. فكان كذلك.
ومن رأى كأنّه في نار لا يجد لها حراً، فإنّه ينال صدقاً وملكاً وظفراً على أعدائه، لقصة إبراهيم. ومن رأى ناراً أو لهيباً أو شرراً طفئ، فإنّه يسكن الشغب والفتنة والشحناء في الموضع الذي طفئت فيه. ومن رأى ناراً توقد في داره يستضيء بها أهلها طفئت، فإن قيم الدار يموت، فإن كان ذلك في بلد فهو موت رئيسه العالم. فإن انطفأت في بستانه فهو موته أو موت عياله. فإن انطفأت وفي بيته ريح فأضاءت بها، دخل بيته اللصوص. فإن رأى أنّه أوقد ناراً وكان في اليقظة في حرب، فإن أطفأت قهر، وإن كان تاجراً لم يربح.
والدخان: هول وعذاب من الله تعالى وعقوبة من السلطان. فمن رأى دخاناً يخرج من حانوته فإنّه يقع فيه خير وخصب بعد هول وفضيحة، ويكون ذلك من قبل السلطان. فإن كان دخان تحت قدر فيها لحم نضيج، فإنّه خير وخصب وفرج بعد هول يناله. ومن رأى الدخان قد أضله، فهو حمى تأخذه. ومن أصابه حر الدخان، فهو غم وهم.
والحطب: نميمة، وإيقاده بالنار سعاية إلى السلطان.
والفحم: من الشجر رجل خطير، وقيل هو مال حرام، وقيل هو رزق من السلطان. والفحم الذي لا ينتفع به بمنزلة الرماد باطل من الأمر، فإن كان فحماً ينتفع به في وقود، فهو عدة الرجل في العمل الذي يدخل فيه الفحم، لأنّ فيه من المنافع. رأى سيف بن ذي يزن كأنّ ناراً هوت من السماء إلى أرض عدن، وسقط في كل دار من دورها جمرة فانطفأت وصارت فحمة. فقصها على معبري مملكته فقالوا: إنّ الحبشة تستولي على بلدك. فكان كذلك.
وقيل إنّ الرماد مال حرام، وقيل هو رزق من قبل سلطان. فمن رأى الرماد فإنّه يتعب في أمر السلطان، ولا يحصل له إلا العناء، وقيل هو علم لا ينفع. ومن رأى أنّه يسجر تنوراً، فإنّه ينال ربحاً في ماله ومنفعة في نفسه. فإن رأى في دار الملك تنوراً، فإنّ كان للملك أمر مشكل استنار واهتدى، وإن كان له أعداء ظفر بهم. فإن رأى أنّه يبني تنوراً وكان للولاية أهلاً، نال ولاية وسلطاناً، وينجو من عدوه إن كان له عدو. ومن أصاب تنوراً بغير رماد، تزوج امرأة لا خير فيها.
والكانون: من الحديد امرأة من أهل بيت ذي بأس وقوة، وإذا كان من صفر فمن أهل بيت أمتعة الدنيا وزينتها، وإن كان من خشب، فمن بيت قوم فيهم نفاق. وإن كان من جص، فمن أهل بيت مشبهين بالفراعنة. وإذا كان من طين، فمن أهل بيت الدين. وإذا كان فيه النار دل على الدولة. وإذا كان خالياً من النار دل على العطلة.
والمنارة: خادم، فما رؤي فيها من حدث في ترسها أو عمودها أو كرسيها، فإنَّ تأويلها في الخادم والترس أشرف قطاعها، وتأويله رأس الخدم.
السراج: هو قيم بيت، فمن رأى أنّه اقتبس سراجاً نال علماً ورفعة. فإن رأى أنّه يطفئ سراجاً فإنّه يبطل أمر رجل يكون علي الحق، ولكنه لا يبطل، لقوله تعالى: " يريدونَ لِيطفِؤا نَورَ الله بأفواهِهِم والله مُتَمُّ نورَه " ، ومن رأى كأنه يمشي بالنهار في سراج، فإنّه يكون شديد الدين مستقيم الطريقة، لقوله تعالى: " ويَجْعَل لَكُم نوراً تَمْشون به " . فإن رأى كأنّه يمشي بالليل في سراج، فإنّه يتهجد إن كان من أهله، وإلا اهتدى إلى أمر تحير فيه، لأن الظلمة حيرة والنور هدى. وربما يكون في معصية فيتوب عنها، فإن رأى كأنّ سراجاً يزهر من أصابعه أو من بعض أعضائه، فإنه يتضح له أمر مبهم حتى يتيقنه ببرهان واضح، فإن رأى كأن له سراجاً، داخله سلطان أو عالم أو رزق مبارك، فإن رأى كأنّ له سراجاً ضوءه كضوء الشمس، فإنّه يحفظ القرآن ويفسره، والسراج زيادة نور القلب وقوة في الدين ونيل المراد. وقيل السراج ولد تقي عالم فقيه، أو تاجر منفق سخي. ومن رأى في داره سراجاً ولد له غلام مبارك. وِمن رأى كأنّ في يده سراجاً أو شمعة أو ناراً فطفئ، فإن كان سلطاناً عزل، أو تاجراً خسر، أو مالكاً ذهب ماله، لقوله تعالى: " كمَثَل الذي اسْتَوْقَدَ ناراً فَلَمّا أضاءَتْ ما حَوْلَهُ ذَهَب الله بنورِهِم وتَرَكَهُمْ في ظُلُماتٍ لا يُبْصِرون " .والسراج في البيت للعزب امرأة يتزوجها، وللمريض دليل العافية. وإذا كان وقوده غير مضيء. فإنّه يدل على غم. والسرج كلها تدل على ظهور الأشياء الخفية.
والفتيلة: قهرمانة تخدم الناس، فإن رأى أنّها احترقت كلها، فإنَّ القهرمانة تموت، فإن وقعت منها شرارة في قطن واحترق، فإنّها تخطئ خطأ وتزل زلة.
والشمعة: سلطان أو ولد رفيع خطير سخي منفق، ونقرة الشمع مال حلال يصل إليه صاحبه بعد مشقة، لمكان تذويبه حتى يستخرج منه العسل.
والقنديل: ولد له بهاء ورفعة وذكر وصوت ومنفعة، إذا أسرج في وقته كان مسرجاً، فإنّه قيم بيت أو عالم. والقناديل في المساجد العلماء وأصحاب الورع والقرآن، قال أبو عيينة: رأيت قناديل المسجد قد طفئت فمات مسعر بن كدام.
وقدح النار : تفتيش عن أمر حتى يتضح له، فمن رأى كأنّه قدح ناراً ليصطلي بها، استعان رجلاً قاسي القلب له سلطنة، ورجلاً قوياً ذا بأس على شدة فقر وانتفاع به، فإنّهما إذا اجتمعا يؤسسان أساس ولايات السلطان، ويدلان عليها، لأنّ الحجر رجل قاس، والحديد رجل ذو بأس، والنار سلطان.
والمرأة إذا رأت أنّها قدحت ناراً فانقدحت وأضاءت بنفحتها، ولدت غلاماً، ومن رأى أنّه قرع حجراً على حجر، فانقدحت منهما نار، فإنَّ رجلين قاسيين يتقاتلان قتالاً شديداً ويبطش بهما في قتالهما، لأنّ الشرارة بالسيوف، وقال بعضهم الزناد قدحه يدل على نكاح العزب، فإن علقت النار فإنَّ الزوجة تحبل ويخرج الولد بين الزوجين، وربما دل على الشرِ بينهما أو بين خصمين أو شريكين، والشرر كلام الشر بينهما، فإن أحرقت ثوباً أو جسماً، كان ذلك الشر يجري في مال أو عرض أو جسم. وإن أحرقت مصحفاً أو بصراً، كان ذلك قدحاً في الدين.
والمسرجة: قيم البيت لقيامه بصلاحهم، وربما دلت على زوجته، والسراج على زوجها، وربما كان المصباح زوجة والفتيلة زوجها، وربما كانت ولدها الخارج من بطنها، وربما دل السراج على كل من يهتدي به وما يستضاء بنوره من عين وغيرها، فمن رأى سراجاً أطفئ، مات من يدل عليه من المرضى، من عالم أو قيم أو ولد، أو يعمى بصر صاحبه، أو يصاب في دينه على قدره وزيادة منافعه. فإن رأى في بيته سراجاً مضيئاً، كانت امرأته أو ولده حسن الذكر.
 
أبوعمرالتاريخ: الجمعة, 2011-09-02, 4:40:07 PM | رسالة # 52
لواء
المشرفين

2011-07-25
المشاركات : 764
جوائز: 1 +

Offline
الباب الثالث والأربعون

في رؤيا الأشجار المثمرة وثمارها والأشجار التي لا تثمر وتأويل رؤيا البستان والكرم والربيع ...

البستان: دال على المرأة، لأنّه يسقى بالماء فيحمل ويلد. وإن كان البستان امرأة، كانت شجرة قومها وأهلها وولدها ومالها، وكذلك ثماره، وقد يدل البستان المجهول على المصحف الكريم، لأنّه مثل البستان في عين الناظر وبين يدي القارئ، لأنّه يجني أبداً من ثمار حكمته، وهو باق بأصوله مع ما فيه من ذكر الناس، وهو الشجرة القديمة والمحدثة. وما فيه من الوعد والوعيد بمثابة ثماره الحلوة والحامضة. وربما دل مجهول البساتين على الجنة ونعيمها، لأنّ العرب تسميه جنة. وكذلك سماه الله تعالْى بقوله: " أيَودُّ أحَدُكُمْ أنْ تَكونَ تكون له جنةُ مِنْ نخيل وأعْنابٍ تجْري مِنْ تحْتِها الأنهار " ، وربما دل البستان على السوق وعلى دار العرس، فشجره موائدها، وثمره طعامها، وربما دل على كل مكان أو حيوان يستغل منه ويستفاد فيه، كالحوانيت والخانات والحمامات والأرحاء والمماليك والدواب والأنعام وسائر الغلات، لأن شجر البستان إذا كان، فهو كالعقدة لمالكها، أو كالخدمة والأنعام المختلفة لأصحابها.
وقد يدل البستان على دار العالم والحاكم والسلطان الجامعة للناس، والمؤلفة بين سائر الأجناس، فمن رأى نفسه في بستان نظرت في حاله وزيادة منامه، فإن كان في دار الحق، فهو في الجنة والنعيم والجنان، وإن كان مريضاً مات من مرضه وصار إليها إن كان البستان مجهولاً، وإن كان مجاهداً نال الشهادة، سيما إن كان فيه امرأة تدعوه إلى نفسها، ويشرب فيه لبناً عسلاً من أنهاره، وكانت ثماره لا تشبه ما قد عهده، وإن لم يكن شيء من ذلك، ولا دلت الرؤيا على شهادة، نظرت إلى حاله، فإن كان عزبَاً أو من قد عقد نكاحاً تزوج أو دخل بزوجته ونال منها، ورأى فيها على نحو ما عاينه في البستان منه في المنام من خير أو شر، على قدر الزمان.
فإن كانت الرؤيا في أدبار الزمان وإبان سقوط الورق من الشجر وفقد الثمر، أشرف منها على ما لا يحبه، ورأى فيها ما يكرهه من الفقر ورعاية المتاع، أو سقم الجسم.
وإن كان ذلك في إقبال الزمان وجريان الماء في العيدان، أو بروز الثمر وينعها، فالأمر في الإصلاح بضد الأول، وإن رأى ذلك من له زوجة ممن يرغب في مالها أو يحرص على جمالها، اعتبرته أيضاً بالزمنين وبما صنع في المنام من قول أو سقي أو أكل ثمرة أو جمعها. فإن رأى ذلك من له حاجة عند السلطان أو خصومة عند الحاكم، عبرت أيضاً عن عقبى أمره ونيله وحرمانه بوقته وزمانه، وبما جناه في المنام من ثماره الدالة على الخير أو على الشر، على ما يراه في تأويل الثمار.
وأما من رأى معه فيه جماعة ممن يشركونه في سوقه وصناعته، فالبستان سوق القوم، يستدل أيضاً على نفاقها وكسادها بالزمانين والوقتين. وكذلك إن وقعت عينه في حين دخوله إليه على مقبل حمامه أو فندقه أو فرنه، فدلالة البستان عائدة على ذلك المكان، فما رأى فيه من خير أو شر عاد عليه، إلا أن يكون من رآه فيه من أجير أو عبد يبول فيه أو يسقيه من غير سواقيه، أو من بئر غير بئره، فإنّه رجل يخونه في أهله أو يخالفه إلى زوجته أو أمته، فإن كان هو الفاعل لذلك في البستان، وكان بوله دماً، أو سقاه من غير البحر، وطئ امرأة إن كان البستان مجهولاً، وإلا أتى من زوجته ما لا يحل له إن كان البستان بستانه، مثل أن يطأها بعدما حنث فيها، أو ينكحها في الدبر أو في الحيض.
وقيل إنّ البستان والكرم والحديقة هو الاستغفار، والحديقة امرأة الرجل على قدر جمال الكرم وحسنه وقوته وثمرته، مالها وفرشها وحليها وذهبها. وشجره وغلظ ساقه سمنها، وطوله طول حياتها، وسعته سعة في دنياها، فإن رأى كرماً مثمراً فهو دنيا عريضة، ومن رأى أنّه يسقي بستانه، فإنّه يأتي أهله، ومن دخل بستاناً مجهولاً قد تناثر ورقه، أصابه هم، ومن رأى بستانه يابساً، فإنه يجتنب إتيان زوجته.
الشجر: المعروف عددها، هم الرجال، وحالهم في الرجال بقدر الشجرة في الأشجار، فإن رأى أنّه زاول منها شيئاً، فإنّه يزاول رجلاً بقدر جوهر الشجرة ومنافعها. فإن رأى له نخلاً كثيراً، فإنّه يملك رجالاً بقدر ذلك، إذا كانت النخل في موضع لا يكاد النخل تكون في مثل ذلك الموضع، وإن كانت في مثل بستان أو أرض تصلح ذلك، فإنَّ جماعة النخل عند ذلك عقدة لمن ملكها، فإن رأى أنّه أصاب من ثمرها، فإنّه يصيب من الرجال مالاً، أو من العقدة مالاً، ويكون الرجال أشرافاً، والعقدة شريفة، على ما وصفت من حال النخل وفضله على الشجر في الخصب والمنافع.
وإن كانت شجرة جوز، فإنّه رجل أعمى شحيح نكد عسر، وكذلك ثمره، هو مال لا يخرج إلا بكد ونصب، فإن رأى أنّه أصاب جوزاً يتحرك وله صوت، فإنّ الجوز إذا تحرك أو صوت أو لعب به، فإنّه صحب ويظفر القامر بصاحبه، وكل ما يقامر به كذلك، إذا قمر صاحبه ظفر بما طلب، وأصل ذلك كله حرام فاسد، فإن رأى أنّه على شجرة جوز، فإنّه يتعلق برجل أعمى ضخم، فإن نزل منها فلا يتم ما بينه وبين ذلك الرجل. فإن سقط منها أو مات، فإنّه يقتل على يد رجل ضخم أو ملك، فإن انكسرت به هلك ذلك الرجل الضخم، وهلك الساقط إذا كان رأى أنّه مات حين سقط، فإن لم يمت حين سقط، فإنّه ينجو. وكذلك لو رأى أن يديه أو رجليه انكسرتا عند ذلك، فإنّه يشرف على هلاك وينال بلاء عظيماً، إلا أنّه ينجو بعد ذلك.
وكذلك كل شجرة عظيمة تجري مجرى الجوز، وتنسب في جوهرها مثل الجوز إلى العجم.
وشجر السدر: رجل شريف حسيب كريم فاضل مخصب بحسب الشجرة وكرم ثمرتها.
والنبق: مال غير منقوش، وليس شيء من الثمار يعدله في ذلك خاصة.
شجر الزيتون: رجل مبارك نافع لأهله، وثمره هم وحزن لمن أصابه، أو ملكه أو أكله، وربما دلت الشجرة أيضاً على النساء، لسقيها وحملها وولادتها لثمرها، وربما دلت على الحوانيت والموائد والعبيد والخدم والدواب والأنعام، وسائر الأماكن المشهورة بالطعام والأموال، كالمطامر والمخازن، وربما دلت على الأديان والمذاهب، لأنّ الله تعالى شبه الكلمة الطيبة بالشجرة الطيبة، وهي النخلة، وقد أولها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالرجل المسلم، وأول الشجرة التي أمسكها في المنام، بالصلاة التي أمسكها على أمته.
قال المفسرون: وإذا دلت الشجرة على عمل صاحبها وعلى دينه ونفسه، دل ورقها على خلقه وجماله وملبسه، وشعبها على نسبه وإخوانه واعتقاداته. ويدل قلبها على سرائره وما يخفيه من أعماله، ويدل قشرها على ظاهره وجلده وكل ما تزين به من أعماله، ويدل ماؤها على إيمانه وورعه وملكه وحياته لكل إنسان على قدره، وربما رتبوها على خلاف هذا الترتيب، وقد ذكرته في البحور.
فمن رأى نفسه فوق شجرة أو ملكها في المنام، أو رؤي ذلك له، نظرت في حاله وفي حال شجرته، فإن كان ميتاً في دار الحق نظرت إلى صفة الشجرة، فإن كانت الشجرة كبيرة جميلة حسنة، فالميت في الجنة ولعلها شجرة طوبى فطوبى له وحسن مآب، وإن كانت شجرة قبيحة ذات شوك وسواد ونتن، فإنه في العذاب، ولعلها شجرة الزقوم قد صار إليها لكفره أو لفساد طعمته، فإن رأى ذلك المريض، انتقل إلى أحد الأمرين على قدره وقدر شجرته، وإن كان حياً مفيقاً نظرت إلى حاله، فإن كان رجلاً طالب نكاح، أو امرأة لزوج، نال أحدهما زوجاً على قدر حال الشجرة وهيئتها، إن كانت مجهوله، أو على طبع نحو طبعها ونسبها وجوهرها إن كانت معروفة، وإن كان زوج كل واحد منهما في اليقظة مريضاً، نظرت إلى الزمان في حين ذلك، فإن كانت تلك الشجرة التي ملكها أو رأى نفسه فوقها في إقبال الزمان، قد جرى الماء فيها، فالمريض سالم قد جرت الصحة في جسده وظهرت علامات الحياة على بدنه، وإن كان في إدباره، فالمريض ذاهب إلى الله تعالى وصائر إلى التراب والهلاك.
وإن رآها في حانوته أو مكان معيشته، فهي دالة على كسبه ورزقه، فإن كانت في إقباله، أفاد استفاد. وإن كانت في إدباره، خسر وافتقر. وإن رآها في مسجد، فهي دالة على دينه وصلواته. فإن كانت في إدبار الزمان، فإنه غافل في دينه لاه عن صلواته، وإن كانت في إقباله، فالرجل صالح مجتهد قد تمت عماله وزكت طاعته. وأما من ملك شجراً كثيراً، فإنّه يلي على جماعة ولاية تليق به، إما إمارة أو قضاء أو فتوى، أو إمامة محراب، أو يكون قائداً على رفقه، و رئيساً على سفينة، أو في دكان في صناع تحت يده، وعلى هذا ونحوه.
وأما من رأى جماعتها في دار فإنّها رجال أو نساء أو كلاهما يجتمعان هناك على خير أو شر، فإن رأى ثمارها عليها والناس يأكلون منها، فإن كانتَ ثمارها تدل على الخير والرزق فهي وليمة وتلك موائد الطعام فيها، وإن كانت ثمارها مكروهة تدل على الغم فهو مأتم يأكلون فيه طعاماً، وكذلك إن كان في الدار مريض وإن كان ثمرها مجهولاً نظرت، فإن كان ذلك في إقبال الشجر كان طعامها في الفرح، وإن كان في إدبارها كان مصيبة، سيما إن كان في اليقظة قرائن أحد الأمرين.
وأما من رأى شجرة سقطت أو قطعت أو احترقت أو كسرتها ريح شديدة، فإنّه رجل أو امرأة يهلكان أو يقتلان، يستدل على الهلاك بجوهرها أو بمكانها وبما في اليقظة من دليلها، فإن كانت في داره فالعليل فيها من رجل أو امرأة هو الميت أو من أهل بيته وقرابته وإخوانه، أو مسجون على دم أو مجاهد أو مسافر، وإن كانت في الجامع فإنّه رجل أو امرأة مشهوران يقتلان أو يموتان موتة مشهورة. فإن كانت نخلة، فهو رجل عالي الذكر بسلطان أو علم، أو امرأة ملك، أو أم رئيس فإن كانت شجرة زيتون فعالم واعظ أو عابر أو حاكم أو طبيب، ثم على نحو هذا يعبر سائر الشجر على قدر جوهرها ونفعها وضرها ونسبها وطبعها.
ومن رأى أنّه غرس شجرة فعلقت، أصاب شرفاً أو اعتقد لنفسه رجلاً بقدر جوهرها لقول الناس: فلان غرس فيه، إذا اصطنعه. وكذلك إن بذر بذراً فعلق أو لم يلق ذلك، فإنّه هم، وغرس الكرم نيل شرف، وقيل من رأى في الشتاء كرماً حاملاً أو شجرة فإنّه يعتبر بامرأة أو رجل قد ذهب مالهما أو يظنهما غنيين.
وشجرة السفرجل: رجل عاقل لا ينتفع بعقله، والصفرة ثمرها.
وشجر اللوز: رجل غريب.
وشجر الخلاف: رجل مخالف لمن والاه مخالط لمن عاداه.
وشجرة الرمان: رجل صاحب دين ودنيا، وشوكها مانع له من المعاصي، وقطع شجرة الرمان قطع الرحم. وحكي أنّ رجلاً أتى ابن سيرين فقال: رأيت كأنّ قائلاً يقول: إن شئت لي أن تنال العافية من مرضك فخذ لا ولا فكله، فقال ابن سيرين: إنّما ذلك يدل على أكل الزيتون لأنّ الله تعالى قال: " زَيْتُونَة لا شَرْقِيّة ولا غرْبِيّة " .
وحكي أيضاً عنه أنَّ رجلاً أتاه فقال: رأيت كأني أصب الزيت في أصل شجرة الزيتون، فقال له: ما قصتك؟ قال: سبيت وأنا صبي صغير فأعتقت وبلغت مبلغ الرجال، قال فهل لك امرأة؟ قال لا ولكني اشتريت جارية، قال انظر فإنّها أمك. قال فرجع الرجل من عنده وما زال يفتش عن أحوال الجارية حتى وجدها أمه.
وحكي عنه أيضاً أنّ رجلاً أتاه فقال: رأيت كأني عمدت إلى أصل زيتون فعصرته وشربت ماءه. فقال له ابن سيرين: اتق الله فإنَّ رؤياك تدل على أنَّ امرأتك أختك من الرضاعة. ففتش عن الأمر فكان كما قال.
ومن رأى شجرة مجهولة الجوهر في دار، فإنَّ ناراً تجتمع هناك أو يكون هناك بيت نار، لقوله تعالى: " جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشّجَرِ الأخْضَرِ نارَاً " . وربما كانت الشجرة في الدار أو في السوق مشاجرة بين قوم، إذا كانت الشجرة مجهولة، لقوله تعالى: " يحَكموكَ فيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ " . وأما الشجر العظام التي لا ثمر لها مثل السرو، والدلب، فرجال صلاب ضخام لا خير عندهم، وما كان من الأشجار طيب الريح، فإنَّ الثناء على الرجل الذي تنسب إليه تلك الشجرة مثل ريح تلك الشجرة وكل شجرة لها ثمر، فإنَّ الرجل الذي ينسب إليها مخصب بقدر ثمرها في الثمار في تعجل إدراكها ومنافعها. والشجر التي لها الشوك رجل صعب المرام عسر، ومن أخذ ماء من شجرة فإنّه يفيد مالاً من رجل ينسب إلى نوع تلك الشجرة، ومن رأى أنّه يغرس في بستانه أشجاراً فإنّه يولد له أولاد ذكور أعمارهم في طولها وقصرها كعمر تلك الأشجار، فإن رأى أشجاراً نابتة وخلالها رياحين نابتة فإنهم رجال يدخلون ذلك الموضع للبكاء والهم والمصيبة.
الكرم والعنب: الكرم دال على النساء لأنّه كالبستان لشربه وحمله ولذة طعمه، ولا سيما أنّ السكر المخدر للجسم يكون منه، وهو بمثابه خدران الجماع مع ما فيه من العصير، وهو دال على النكاح لأنه كالنطفة. وربما دل على الرجل الكريم الجواد النافع لكثرة منافع العنب، فهو كالسلطان والعالم والجواد بالمال، فمن ملك كرماً كما وصفناه تزوج امرأة إن كان عزباً، أو تمكن من رجل كريم، ثم ينظر في عاقبته وما يصير من أمره إليه بزمان الكرم في الإقبال والإدبار، فإن كان ذلك في إدبار الزمان وكانت المرأة مريضة هلكت من مرضها، وإن كانت حاملاً أتت بجارية، وإن كان يرجو فرجاً أو صلة أو مالاً من سلطان أو على يد حاكم أو سلطان أو امرأة كالأم والأخت والزوجة، حرم ذلك وتعذر عليه، وإن كان عقد نكاحها تعذر عليه وصول زوجته إليه، وإن كان موسراً افتقر من بعد يسر، وإن كان في إقبال ونفاق في سوقه وصناعته تعذرت وكسدت، وإن كان ذلك في إقبال الزمان والصيف فالأمر على ذلك بالضد منه، ويكون جميع ذلك صالحاً.
والعنب الأسود في وقته مرض وخوف، وربما كان سياطاً لمن ملكه على قدر عدد الحب، ولا ينتفع بسواد لونه مع ضر جوهره. والعنب الأبيض في وقته عصارة الدنيا وخيرها، وفي غير وقته مال يناله قبل الوقت الذي كان يرجوه.
والزبيب: كله أسوده وأحمره وأبيضه خير ومال.
ومن رأى أنّه يعصر كرماً فخذ بالعصير واترك ما سواه، وهو أن يخرج الملك ويملك من ملك العصير غصباً. وكذلك عصير القصب وغيره، لأنّ العصير ومنافعه يغلب ما سواه من أمرِه مما يكون معه مما لم تمسه النار، إلاّ ما يتفاضل فيه جوهره. وقيل من التقط عنقوداً من العنب نال من امرأته مالاً مجموعاً، وقيل النقود ألف درهم. وقيل أنّ العنب الأسود مال لا يبقى، وإذا رآه مدلى من كرمه فهو برد شديد وخوف. وقد قال بعض المعبرين: العنب الأسود لا يكره، لقوله تعالى: " سكراً ورِزْقاً حَسَناً " . وكان زكريا عليه السلام يجده عند مريم فهو لا يكره وأكثر المعبرين يكرهونه. وقيل أنّه كان بجوار ابن نوح حين دعا عليه أبوه، وكان أبيض اللون، فلما تغير لونه تغير ما حوله من العنب، فأصل الأسود من ذلك.
وما كان من الثمار لا ينقطع في كل أبان وليس له حين ولا جوهر يفسده، فهو صالح كالتمر والزبيب، وما كان منها يوجد في حين ويعدم في حين غيره، فهي في إبانها صالحة إلا ما كان له منها اسم مكروه أو خبر قبيح، وفي غير إبانها فهو مكروه في المآل. وما كان له أصل يدل على المكروه فهو في إقباله هم وغم، وفي غير حينه ضرب أو مرض، كالتين. لأنّ آدم عليه السلام خصف عليه من ورقه وعوتب عليه عند شجرته، وهو مهموم نادم، فلزم ذلك في كل حين ولزم شجرته وورقه كذلك.
وكل ما كان من الثمار في غير إبانه مكروهاً صرفت بكروهه، فما كان أصفر اللون كان مرضاً، كالسفرجل والزعرور والبطيخ مع ضرره في غير إبانه، وغير أصفرها هموم وأحزان. فإن كانت حامضة كانت ضرباً بالسياط لأكلها، سيما إن كان عدداً، لأنّ ثمر السوط طرفه. والشجر التي هي أصل الثمر في إدبارها عصاً يابسة. وما كان له اسم في اشتقاقه فائدة، حمل تأويله على لفظه إن كان ذلك أقوى من معانيه، كالسفرجل الأخضر في غير وقته تعب، وأصفره مرض. والخوخ الأخضر: توجع من هم أو أخ، وأصفره مرض. والعناب: في وقته ما ينوبه من شركة أو قسمة، وأخضره في غير وقته نوائب تنوبه وحوادث تصيبه، ويابسه في كل حين رزق آزف، وشجرته رجل كامل العقل حسن الوجه، وقيل رجل شريف نفاع صاحب سرور وعز وسلطنة.
والإجاص: في وقته رزق أو غائب جاء أو يجيء، وفي غير وقته مرض جاء إن كان أصفر، أو هم جاء إن كان أخضر. فإن رأى مريض أنّه يأكل إجاصاً، فإنّه يبرأ. وما كان له اسم مكروه وأصل مكروه جمعا عليه في كل حين، كالخرنوب: خراب من اسمه، ولما يروى عن سليمان عليه السلام فيه. وربما دل التين الأخضر والعنب الأبيض في الشتاء على الأمطار، وأسودهما جميعاً على البرد. وقد يكون ذلك في الليل والأول في النهار، فمن اعتاد ذلك فيهما أو رآه العامة أو في الأسواق أو على السقوف، كان ذلك تأويله، والهم في ذلك لا يزاوله، لأنّ المطر مع نفعه وصلاحه فيه عقلة للمسافر، وعطلة للصناع تحت الهواء، والقطر والهدم والطين.
وقد تدل الثمرة الخضراء في غير إبانها، التي هي صالحة في وقتها، إذا كان معها شاهد يمنع من ضررها في الدنيا، على الرزق والمال الحرام إذا أكلها أو ملكها من ليس له إليها سبيل ومن هو ممنوع منها.
العصير والعصر: صالح جداً، فمن تولى ذلك في المنام نظرت في حاله، فإن كان فقيراً استغنى، وإن كانت رؤياه للعامة كأنهم يعصرون في كل مكان العنب أو الزيت أو غيرهما من سائر الأشياء المعصورات، وكانوا في شدة أخصبوا وفرج عنهم. فإن رأى ذلك مريض أو مسجون، نجا من حاله بخروج المعصور من حبسه فإن رأى ذلك من له غلات أو ديون، اقتضاها وأفاد فيها. وإن رأى ذلك طالب العلم والسنن تفقه وتعصر له الرأي من صدره انعصاراً. وإن رأى ذلك عزب تزوج فخرجت نطفته وأخصب عيشه.
وإن كان العصير كثيراً جداً وكان معه تين أو خمر أو لبن سلطاناً. ومن رأى كأنه عصر العنب وجعله خمراً أصاب حظوة عند السلطان ونال مالاً حراماً لقصة يوسف عليه السلام.
والتين: مال كثير، وشجرته رجل غني كثير المال نفاع يلتجئ إليه أعداء الإسلام، وذلك لأن شجرة التين مأوى الحيات، والأكل منه يدل على كثرة النسل وقال بعضهم: التين رزق يأتي من جهة العراق، وأكل القليل منه رزق بلا غش وأكثر المعبرين على أن التين محمود، لأن الله تعالى عظمه حيث أقسم به في القرآن وقد كرهه من المعبرين جماعة، وذكروا أنه يدل على الهم والحزن، واستدلوا بقوله تعالى في قصة آدم وحواء عليهما السلام: " ولا تَقربَا هَذهِ الشّجَرَةَ " وقد قال بعضهم: إن التين حزن وندامة لمن أكله أو أصابه.
التفاح: هو همة الرجل وما يحاول، وهو بقدر همة من يراه، فإن كان ملكاً فإن رؤية التفاح له ملكه، وإن كان تاجراً فإن التفاح تجارته، وإن كان حراثاً فإن رؤية التفاح حرثه. وكذلك التفاح لمن يراه همته التي تهمه، فإن رأى أنه أصاب تفاحاً أو أكله أو ملكه، فإنه ينال من تلك الهمة بقدر ما وصفت. وقيل: التفاح الحلو رزق حلال، والحامض حرام. ومن رماه السلطان بتفاحة، فهو رسول فيه مناه. وشجرة التفاح رجل مؤمن قريب إلى الناس، فمن رأى أنه يغرس شجرة التفاح، فإنه يربي يتمياً. ومن رأى إنه يأكل تفاحة، فإنه يأكل ما لا ينظر الناس إليه، وإن اقتطفها أصاب مالاً من رجل شريف مع حسن ثناء. والتفاح المعدود دراهم معدودة، فإن شم تفاحة في مسجد، فإنه يتزوج. وكذلك المرأة فإن شمتها في مجلس فإنها تشتهر، وإن أكلتها في موضع معروف، فإنها تلد ولداً حسناً. وعض التفاح نيل خير ومنية وربح.
وقد حكي أن هشام بن عبد الملك رأى قبل الخلافة كأنه أصاب تسع عشرة تفاحة ونصفاً، فقص رؤياه على معبر فقال له: تملك تسع عشرة سنة ونصفاً. فلم يلبث أن ولي الخلافة المذكورة.

يتبـــــــــــــــــع >>>>>>>>>
 
أبوعمرالتاريخ: الجمعة, 2011-09-02, 4:40:28 PM | رسالة # 53
لواء
المشرفين

2011-07-25
المشاركات : 764
جوائز: 1 +

Offline
تابــــــــــــــــــــــــــــــع ....
الباب الثالث والأربعون

في رؤيا الأشجار المثمرة وثمارها والأشجار التي لا تثمر وتأويل رؤيا البستان والكرم والربيع ...

الكمثري: أكثر المعبرين يكرهونه ويقولون هو مرض، وقال بعضهم هو مال يصيبه من أصابه أو أكله، لأن نصف اسمه مثري يدل على الثروة. وقيل الأصفر منه مال في مرض، وشجره رجل أعجمي يداري أهله ليستخرج منها مالاً وقيل أن المرأة إذا رأت كأنها تملك حمل كمثري حملت ولداً فولدته. وقيل من أصاب كمثراة ورث مالاً مجموعاً.
الأترج: الواحدة ولد، وكثيره ثناء طيب. وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " مثل المؤمن الذي يقرأ القران مثل الأترجة ريحها طيب وطعمها طيب " . وأنشد بعض الشعراء يمدح قوماً:
كأنهم شجر الأترج طاب معاً ... نوراً وريحاً وطاب العود والورق
ومنهم من كرهها وعبرها بالمعنى فقال: إنها تدل على النفاق لأن ظاهرها مخالف لباطنها وأنشد:
أهدى له إخوانه أترجة ... فبكى وأشفق من عيافة زاجر
ومنهم من أنشد في كراهيتها قول القائل:
أترجة قد أتتك برّاً ... لا تقبلنها إذا بررتا
لا تقلبنها فدتك نفسي ... فإن مقلوبها هجرتا
وذكر بعضهم أن النارنج والأترج جميعاً محمودان، وأن الكل إذا كان حلواً يدل على المال المجموع، وإذا كان حامضاً يدل على مرض يسير وولد يصيبه منه هم وحزن. والأترجة الخضراء، تدل على خصب السنة وصحة جسم صاحب الرؤيا إذا اقتطفها. والأترجة الصفراء، خصب السنة مع مرض. وقيل أن الأترج امرأة أعجمية شريفة غنية، فإن رأى كأنه قطعها نصفين رزق منها بنتاً ممراضة وابناً ممراضاً. وإن رأت امرأة في منامها كأن على رأسها إكليلاً من شجرة الأترج تزوجها رجل حسن الذكر والدين. فإن رأت كأن في حجرها أترجة، ولدت ابناً مباركاً. فإن رأى رجل كأن امرأة أعطته أترجة، ولد له ابن. ورمي الرجل آخر بأترجة، يدل على طلب مصاهرة. والنارنج دون الأترج في باب المحمدة، وفوقها في باب الكراهة على قول من كرهه، وقد كرهه أكثرهم لما في اسمه من لفظ النار. وأنشد في معناه:
إن فاتنا الورد زماناً فقد ... عوّضنا البستان نارنجنا
يحسب جانيها وقد أشرقت ... حمرتها في الكف ناراً جنا
والأترج نظير المؤمن في طعمه وريحه وكرم شجرته وجوهره. ولا تضر صفرته مع قوة جوهره، فمن أصاب منه واحدة أو اثنين أو ثلاثة، فهي ولد. والكثير منه مال طيب مع اسم صالح، والأخضر منه أجود من الأصفر. وربما كانت الأترجة الواحدة دولة، فإن أكله وكان حلواً كان مالاً مجموعاً. وإن كان حامضاً مرض مرضاً يسيراً.
الخوخ: في غير وقته مرض شديد، وقيل إن الحامض من الخوخ خوف. وشجر الخوخ رجل شجاع منفق في الناس، شديد الرأي يجمع مالاً كثيراً في عنفوان شبابه ويموت قبل أن يبلغ الشيب.
المشمش: مرض، وأكل الأخضر منه تصدق بدنانير وبرء من مرض، وأكل الأصفر منه نفقة مال في مرض. فإن رأى كأنه يأكل مشمشاً من شجرة، فإنه يصاحب رجلاً فاسد الدين كثير الدنانير. وقيل إن التقاط المشمش من شجرة تزوج بامرأة في يدها مال من ميراث. فإن رأى كأن بعض السلاطين التقط مشمشاً من شجرة التفاح، فإنه يضع في رعيته مالاً غير محمود. وشجرة المشمش رجل كثير المرض. وقال بعضهم بل هي رجل منقبض مع أهله منبسط مع الناس جريء غير جبان. فإن كانت موقرة بحملها، فإنها تدل على رجل صاحب دنانير كثيرة وإذا كان مشمشاً أخضر، كانت رجلاً صاحب دراهم كثيرة.
ومن كسر غصناً من شجرته، فإنه يجحد مالاً من رجل أو ينكر عليه، أو يترك صلاة أو صياماً أو يفسد مالاً ليس له. فإن كسر من شجرة غيره مثمرة غصناً ليتخذه عصاً، فإنه ينال منه سروراً. وما كان من الثمار والفواكه أصفر فهو مرض، وما كان حامضاً فهو هم وحزن والأخضر منه ليس بمرض.
السفرجل: قد كرهه أكثر المعبرين وقالوا إنه مرض لصفرة لونه، ولما فيه من القبض. وقيل إنه يدل على سفر، وقال قوم إنه سفر واقع مع وفق، وقال بعضهم إنه سفر لا خير فيه. وأنشد في ذلك:
أهدى إليه سفرجلاً فتطيرا ... منه وظل نهاره متفكرا
خاف الفراق لأن أول اسمه ... سفر وحق له بأن يتطيرا
وشجرة السفرجل رجل عاقل لا ينتفع بعلة لصفرة ثمرها. وقال بعضهم إن السفرجل محمود في المنام لمن رآه على أي حال يراه، لأن اسمه بالفارسية نهي وهو خير. والتاجر إذا رآه دل على ربحه. والوالي إذا رآه دل على زيادة ولايته.
ومن رأى أنه يعصر سفرجلاً فإنه يسافر في تجارة وينال ربحاً كثيراً.
والغبيرا: قيل إنه يدل على إصابة مال، وشجرته رجل أعجمي، وقيل رجل فقير نفاع للناس.
التوت: أكله يدل على كسب واسع لصاحب الرؤيا، الأسود منه دنانير، والأبيض منه دراهم، وشجرته رجل صاحب أموال وأولاد.
النبق: وأما النبق فإنه رجل محمود بإجماع المعبرين لشرف شجرته وقوة جوهره، وهو مال ورزق، ورطبه أقوى من يابسه، وليس تضر صفرته، وليس شيء من الثمار يعدله في التأويل. وهو لأصحاب الدنيا مال، ولأصحاب الدين زيادة في الدين وصلاح، وهو مال غير دنانير أو دراهم.
وحكي أن امرأة أتت ابن سيرين فقالت: رأيت كأن سدرة في داري سقطت، فالتقطت من نبقها دوخلتين. فقال: ألك زوج غائب؟ قالت: نعم. قال: فإنه قد مات وترثين منه ألفين.
وقال بعضهم هو رزق من قبل العراق. وأكل النبق للسلطان قوة في سلطانه. وقد تقدم ذكر شجرته في أول الباب.
الموز: وأما الموز فإنه لطالب الدنيا رزق يناله بحسب منبته، ولطالب الدين يبلغ فيه بحسب إرادته قوة في عبادته. وشجرة الموز تدل على رجل غني مؤمن حسن الخلق، ونباتها في دار دليل على ولادة ابن، قال الله تعالى: " وطَلَح مَنْضُود " ، وهو الموز، وليس يضر معه لونه ولا حموضته ولا غير أوانه، وهو مال مجموع. وشجرته من أكرم الشجر، وورقها أفضل الورق وأوسعها، ويكون تأويل ذلك حسن خلق من تنسب إليه شجرته.
وكل ثمر حلو سوى ما وصفت مما يغلب عليه صفرة اللون أو يكون حامضاً، لم يدرك في وقته المعروف، فإنه رزق ومال وخير. ويكون بقاؤه بقدر بقاء ذلك الثمر مع الثمار، وخفة مؤونته وتعجيل طلوعه ومنفعته لأهله، إلا العنب الأسود والتين، فإنه لا خير فيهما على حال.
ومن رأى أنه أصاب من الثمر شيئاً فإن ذلك لا بأس به في وقته إذا كان فيه ما يستحب مما وصفت من أنواع الخير من الرزق والدين ومن العلم. فإن كان ضميره أن تلك الثمار من ثمار الجنة، فإنه علم ودين لا شك فيه، وإلا فعلى ما وصفت الشجرة الموقرة، رجل مكثر. ومن التقط من شجرة وهو جالس، فإنه مال يصيبه بلا كد ولا تعب. فإن كلمته الشجرة بما وافقه، كان ما يقال من ذلك أمراً عجباً يتعجب الناس منه. وقيل إن الشجرة امرأة، وذلك إذا كان معها ما يشبه المرأة، وينبغي لتلك المرأة أن تكون أم ملك أو امرأة أو بنت ملك، أو خادم ملك.
اللوز: مال، وأكله إصابة مال في خصومة، والتقاطه من الشجر إصابة مال من رجل بخيل. وشجرة اللوز رجل غريب، والحلو منه يدل على حلاوة الإيمان، والمر يدل على كلام الحق. وإن رأى كأنه نثر عليه قشور اللوز، فإنه ينال كسوة. وقيل أن اللوز اليابس القصر يدل على صخب، وذلك لصوت الخشخشة. وقد يدل أيضاً على حزن.
الفستق: مال هين، وشجرته تدل على رجل كريم، فمن أكل فستقاً أكل مالاً هينأ. والجوز الهندي هو النارجيل، قال بعضهم هو مال من جهة رجل أعجمي ومنهم من قال هو يدل على رجل منجم. فمن رأى كأنه يأكل جوزاً هندياً، فإنه يتعلم علم النجوم، أو يتابع منجماً في رأيه ويصدقه. وكذلك من رأى أنه كاهن أو منجم، فإنه يصيب في اليقظة جوزاً هندياً.
والبلوط: رجل صعب موسر جماع للمال، وشجرته رجل غني، وذلك لأن البلوط كثير الغذاء يدل على شح، وذلك لعظمها، أو على زمان ذلك لأنها تتقادم وتكبر. وكذلك تدل على عبودية.
النخل: هو الرجل العالم، وولده وقطعه موته، والنخلة رجل من العرب حسيب نفاع شريف عالم مطواع للناس، وأصله عشيرته، وجذوعه نكال، لقوله تعالى: " ولأصلِبَنّكُمْ فِي جُذُوع النّخْل " . وكربه أصحابه يقوى بهم وعلى أيديهم، لسعف زيادة في العيال وذرية. وإصابة النخل الكثير ولاية للوالي وتجارة للتاجر، وللسوقي مكسب. وربما كانت النخلة الواحدة امرأة شريفة كثيرة الخير والذكر. والنخلة اليابسة رجل منافق.
ومن رأى كأن الرياح قلعت النخل، وقع هناك الوباء، وربما كان ذلك عذاباً في تلك البلدة من الله تعالى أو السلطان، وطلعها مال، لقوله تعالى: " لَها طَلْعٌ نَضِيدٌ رزْقَاً لِلعِبَادِ " .
والبلح: مال ليس باق، ومن رأى أنه صرم نخلة، فإن الأمر الذي هو فيه من خصومة أو ولاية أو سفر مكروه ينصرم. وخوصها بمنزلة الشعر من النساء. ومن رأى نواة صارت نخلة، فإن هناك ولداً يصير عالماً، أو يكون هناك رجل وضيع يصير رفيعاً. وقال بعضهم النخل طول العمر.
رأى السيد الحميري رسول الله صلى الله عليه وسلم وكأنه في أرض سبخه ذات نخيل، وإلى جانبها أرض طيبة لا نبات فيها، فقال صلى الله عليه وسلم: أتدري لمن هذه الأرض؟ قال: لا قال: هذه لامرئ القيس بن حجر، خذ هذا النخل الذي فيها فأغرسه في تلك الأرض الطيبة. ففعلت ما أمرني به، فلما أصبحت غدوت على ابن سيرين وأنا غلام، فقصصت عليه رؤياي، فتبسم وقال: يا غلام أتقول الشعر؟ قلت لا. قال: أما إنك ستقول الشعر مثل امرئ القيس إلا أنك تقول في أقوام طاهرين وقد تقدم ذكر النخل في أول الباب.
الرطب: رزق حلال وشفاء وفرج. ومن رأى كأنه يأكل رطباً في غير وقته فإنه ينال شفاء وبركة وفرحاً لقصة مريم عليها السلام، وكان في أوانه. وقيل إن أكل الرطب الجني قرة عين، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: رأيت الليلة كأني في دار أبي رافع، فأتينا برطب من ابن طاب، فتأولنا أن الرفعة لنا في الدنيا وأن دنيانا قد طابت.
والتمر: مال حلال على قدر قلته وكثرته، ومن التقط من شجرة ثمراً غير ثمرها، فإنه مشتغل بحرام، أو طالب شيئاً لا يجاب له، أو راسم رسوماً جائرة. واقتطاف الثمر من الشجرة يدل على نيل علم من عالم، والتقاطها من أصل الشجرة مخاصمة رجل. وقيل أن الفواكه للفقراء غنى، وللأغنياء زيادة مال، لقوله تعالى: " وفَاكِهة وأَبّا مَتَاعاً لكم ولأنْعَامَكُمْ " . وللخائفين أمن، قال الله تعالى : " يَدعُونَ فِيها بِكُل فَاكهة آمِنين " . وقيل إن الفواكه الرطبة رزق لا بقاء له، لأنها تفسد سريعاً. واليابسة رزق كثير باق. ومن رأى كأن فاكهة تنثر عليه، فإنه يشتهر بالصلاح والخير. ومن رأى كأنه يقتطف من شجرة موصولة غير ثمرها، فإن رؤياه تدل على صهر سار بار، وشريك صالح. ومن رأى في الشتاء شجراً مثمراً فاستحسن ذلك، فإنه يحتاج إلى رجل يظن أنه موسر، فإن لم يجن من ثمرها شيئاً نجا منه على السواء، وإن جنى منه فإنه ينفق من ماله على ذلك بقدر ما جنى.
الرمان: مال مجموع إذا كان حلواً وربما كانت الرمانة كورة عامرة، وربما كانت عقدة. وشجرة الرمان رجل وربما كانت امرأة، والرمان الحامض هم وغم.
وحكي أن رجلاً أتى ابن سيرين فقال: رأيت في يدي رمانة، فقال: هي امرأة. تتزوجها، فإن أكلتها فجيد.
والرمانة أيضاً ربما كانت ولداً، وتدل للوالي على ولاية بلدة عامرة، وعلى ضيعة فاخرة للدهقان، ومال مجموع للتاجر. وقيل من رأى كأنه أصاب رمانة حبها أحمر، أصاب ألف دينار وإن كان حبها أبيض، أصاب ألف درهم. وإن كانت حلوة، كان ذلك في سرور. وإن كانت حامضة كان في هم وحزن. ومن باع رمانة، فإنه رجل قد اختار الدنيا على الآخرة. فإن رأى كأنه أكل قشور الرمان، عوفي من المرض.
وعصر الرمان وشرب مائه، نفقة الرجل على نفسه. وشجرة الرمان تدل على قطع الرحم. وأما الرمان المبهم الذي لا يدرى حلو هو أم حامض، فهو بمنزلة الحلو إلا أن يدل كلام صاحب الرؤيا على غير ذلك.
وأما الأزادرخت، فرجل حسن المعاشرة حسن الاسم لحسن نوره.
الورد: ولد أو مال شريف، وقيل إن الورد يدل على ورود غائب أو ورود كتاب.
وقيل إن الورد امرأة مفارقة، أو ولد يموتِ، أو تجارة لا تدوم، أو فرح يزول، لقلة بقاء الورد. ومن رأى كأن شاباً دفع إليه ورداً، فإن عدواً له يدفع إليه عهداً لا يدوم عليه. ومن رأى كأن على رأسه إكليلاً من الورد، فإنه يتزوج امرأة وتقع الفرقة بينهما عن قريب. وإن رأت ذلك امرأة، فهو لها زوج بهذه الصفة. والورد المبسوط، زهرة الدنيا من غير أن يكون لها قوة أو بقاء. وقطع شجرة الورد غم، وقطف الورد سرور، والتقاط الأبيض من بستانه تقبيل امرأة له عفيفة. فإن كان الورد أحمر، فإن امرأته صاحبة لهو وطرب. وإن كان الورد أصفر، فهي امرأة مسقام. والتقاط أزرار الورد الذي لم تفتح، دليل على إسقاط المرأة ولداً. وقيل إن الورد طيب الذكر. ومن التقط وردة كبيرة الأوراق معروفة، فإنه قبل منه متواترة لامرأة حسناء مليحة يراودها كل إنسان، ترمى بالمقالة القبيحة، وهي بريئة منها:
وقد قال جماعة من المعبرين: إن الرياحين قليلها وكثيرها هم وحزن. والورد بكاء وهم وحزن، إلا ما يرى منها في موضعها الذي تعرف فيه، من غير أن يمسه أو يقلعه. فإن الريحان بكاء إذا نزع من موضعه ومات شجره. فأما ما دام حياً في منبته تجد رائحته، فإن يكون ولداً وما يشبه ذلك. وكذلك الورد والآس والبهار وكل ما ينسب إلى الرياحين، وكذلك البقول وما لا يعرف عدد أصوله في منابته فإنه هم وحزن. وأكل البقول هم وحزن والنعنع ناع ونعي.
وأما الياسمين: فقد حكي أن رجلاً أتى الحسن البصري رحمه الله فقال: رأيت البارحة كأن الملائكة نزلت من السماء تلتقط الياسمين من البصرة. فاسترجع الحسن وقال: ذهب علماء البصرة. وقد قيل إن الياسمين يدل على الهم والحزن لأن أول اسمه يأس.
وأما القصب: فمن رأى بيده قصبة متوكئاً عليها، فإنه قد بقي من عمره أقله ويفتقر ويموت في الفقر. وكل شيء مجوف لا بقاء له. والقصبة قصب الناس ونميمه، والقصب إنسان معتقل لا دين له ولا وفاء، وقيل هو أوباش الناس وكلام سوء.
وأما قصب السكر، فمن رأى أنه يمصه فإنه يصير إلى أمر يكثر فيه الكلام ويردده، إلاّ أن كلامه يستحيل فيه. ومن رأى أنه يعصره، فإنه يملك من ملكه خصباً ما لم تمسه النار، ويؤخذ بالعصير ويترك ما سواه، لأن ذكر العصير ومنافعه تغلب على ما سواه من أمره.
الصفصاف: رجل رفيع صبور مخلف، ومن رأى كأنه نبت في داره عود وقد اخضر وزاد في الحسن على كل نبات، دل ذلك على زيادة ولد مختار شريف في تلك الدار.
الطرفاء: رجل مضر منافق بالأغنياء، وينفع الفقراء.
الصنوبر: رجل بعيد رفيع الصوت مقل، سيء الخلق شحيح، تأوي إليه الظلمة واللصوص، كما يأوي إلى الصنوبر الحدأ والبوم والغربان. والباب المتخذ من خشب الصنوبر للسلطان بواب سيء الخلق ظالم، وللتاجر حافظ ظالم لص.
وأما السرو فيدل على الأولاد، وقيل السرو يدل على طول الحياة وصبر في الأشياء ومنفعة، وذلك بسبب طولها. وقال أيضاً شجر الصنوبر للملاحين ولمن يعمل السفن دليل يعرف منه أمر السفينة، وذلك لما يتهيأ من هذه الشجرة من الزفت.
وقال بعضهم: السرو يدل على ولد كريم، لأن معنى الكرم في اللغة السرو ويقال للكريم سري. وأنشد:
فإن السري هو السري بنفسه ... وابن السري إذا سرى أسرارهما
وأما الشوك: فرجل بدوي جاهل صعب. وقيل هو فتنة أو دين. ومن رأى كأنه يجري على الشوك، فإنه يماطل في قضاء الديون. ومن ناله من الشوك ضرر نال من الدين ما يكرهه بقدر ما ناله من الشوك. وكل شجرة لها شوك، فهو رجل صعب بقدر شوكها.
والخشب: نفاق في الدين ورجال فيهم نفاق. والحطب رطبه ويابسه كلام نميمة وخصومة. والعصا زجل شريف رفيع بقدر جوهر العصا وقوتها، وهو رجل قوي منيع والشجرة الكثيرة الشعب، تدل على كثرة إخوان من تنسب إليه، وولده وأقربائه.
وأما شجرة الحنظل: فرجل جزوع جبان لا دين له مثر، وقد سماها الله تعالى خبيثة، وقد وصفها بأن لا نبات لها فقال: " كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثّتْ مِنْ فَوْقِ الأرْض مَا لهَا مِنْ قَرَار " . وثمره هم وحزن.
الأبنوس: امرأة هندية موسرة، أو رجل صلب موسر.
وأما الآجام: فرجال لا ينتفع بصحبتهم وفيهم دغل، لأن أصل الدغل الشجر الملتف، والصياد يخيفي فيها فيرمي الصيد من حيث لا يعلم الصيد ذلك، فإن رأى أن الأجمة لغيره ملكاً فإنه يقاتل أقواماً هذه صفتهم فيظفر بهم.
شجرة الساج: ملك أو عالم أو شاعر أو منجم.
وأما الشجرة المجهولة الجوهر: فمن رآها في داره، فإنها تدل إما على مشاجرة بين أقوام، وإما على نار في تلك الدار.
وأما الربيع: فيدل على الدراهم، وقيل إنه يدل علىِ ولد لا يطول عمره، وامرأة لا يدوم نكاحها، أو ولاية لا تبقى، أو فرح يزول سريعاً. والحشيش والمرعى دين، فمن رأى أنه نبت على كفه حشيش، رأى امرأته مع رجل. فإن نبت على باطن راحته، فإنه يموت وينبت على قبره الحشيش. وكذلك الحلفاء.
 
أبوعمرالتاريخ: الجمعة, 2011-09-02, 4:41:46 PM | رسالة # 54
لواء
المشرفين

2011-07-25
المشاركات : 764
جوائز: 1 +

Offline
الباب الرابع والأربعون

في الحبوب والزرع والرياحين والنبات والبقول والروضة والبطيخ والخيار والقثاء وأشباههما وما شاكلهما ..

بذر البذور: في الأرض يدل في التأويل على الولد، ومن رأى كأنه بذر بذراً فعلق، فإنه ينال شرفاً، فإن لم يعلق أصابه هم.
الحنطة: مال حلال في عناء ومشقة، وشراء الحنطة يدل على إصابة المال مع زيادة في العيال، وزراعة الحنطة عمل في مرضاة الله تعالى، والسعي في زراعتها يدل على الجهاد. فإن رأى كأنه زرع حنطة فنبت شعيراً، فإنه يدل على أن ظاهره خير من باطنه. وإن زرع شعيراً فنبت حنطة، فالأمر بضد الأول. وإن زرع حنطة فنبت دماء، فإنه يأكل الربا. والسنبلة الخضراء خصب السنة، والسنبلة اليابسة النابتة على ساقها جدب السنة، لقوله تعالى في قصة يوسف والسنابل المجموعة في يد إنسان، أو في بيدر أو في وعاء، مال يصيبها مالكها من كسب غيره، أو علم يتعلمه. وحكي أن أعشى همذان رأى كأنه باع حنطة بشعير، فأخبر الشعبي برؤياه فقال: إنه استبدل الشعر بالقرآن.
ومن التقط مفرَّق السنابل من زرع يعرف صاحبه، أصاب مالاً متفرقاً من صاحبه. فإن رأى كأن الزرع يحصد في غير وقته، فإنه يدل على موت في تلك المحلة أو حرب. فإن كانت السنابل صفراً، فهو يدل على موت الشيوخ. وإن كانت خضراً فهو موت الشباب أو قتلهم. والحنطة في الفراش حبل المرأة، وقيل من رأى أنه زرع زرعاً فهو حبل امرأته، فإن رأى أنه يحرث في أرض لغيره وهو يعرف صاحبها، فإنه يتزوج امرأته.
ومن بذر بذراً في وقته، فإنه قد عمل عملاً خيراً. فإن كان والياً أصاب سلطاناً، وإن كان تاجراً نال ربحاً، وإن كان سوقياً أصاب بغلة، وإن كان زاهداً نال ورعاً. فإن نبت ما زرع كان الخبر مقبولاً، فإن حصده فقد أخذ أجره. ومن رأى أنه يأكل حنطة يابسة أو مطبوخة، ناله مكروه. فمن رأى أن بطنه أو جلده أو فمه قد امتلأ حنطة يابسة أو مطبوخة، فذلك فناء عمره، وإلا فعلى قدر ما بقي فيه يكون ما بقي من عمره. ومن مشى بين زرع مستحصد، مشى بين صفوف المجاهدين. وقيل إن الزرع أعمال بني آدم، إذا كان معروفاً، يشبه موضعه مواضع الزرع في طوله. يقال في المثل: " من يزرع خيراً يحصد غبطة، ومن يزرع شراً يحصد ندامة " . قال الشاعر:
إذا أنت لم تزرع وأبصرت حاصداً ... ندمت على التفريط في زمن البذر
وإن خالف الزرع هذه الصفة، فإنهم رجال يجتمعون في حرب. فإن حصدوا قتلوا. قال الله عزّ وجلّ: " ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التّورَاةِ وَمَثَلَهُمْ في الإِنْجيل كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتوى عَلَى سُوقِهِ " .
وإن رأى أنه أكلِ حنطة خضراء رطبة، فإنه صالح ويكون ناسكاً في الدين. ومن رأى أنه له زرعاً معروفاً فإن ذلك عمله في دينه أو دنياه. ويستدل بأي ذلك ما كان على كلام صاحب الرؤيا ومخرجه، فإن كان في دينه، فإن ثواب عمله في دينه بقدر ذلك الزرع ومبلغه ومنفعته، وإن كان في دنياه، كان مالاً مجموعاً يصير إليه ومجازاة عن عمل. فإن كان عمله في أمور دنياه، فرأى ثوبه على قدر ما يرى من حال الزرع، فلا يزال ذلك المال مجموعاً حتى يخرج الحب من السنبل، وإذا خرج تفرق ذلك المال عن حاله الأول، إلا أنه شريف من المال في كد أو نصب، ولا سيما إن كانت حنطة، وإن كان شعيراً فهو أجود وأهنأ مع صحة جسم وخفة مؤونة. فإن كان دقيقاً فإنه مال مفروغ منه، وهو خير من الحنطة، وخير من الخبز لأن الخبز قد مسته النار.
الشعير: مال مع صحة جسم لمن ملكه أو أكله، وهو خير من الحنطة، وقال بعضهم إنه ولد قصير العمر لأنه طعام عيسى عليه السلام. وحصده في أوانه مال يصير إليه ويجب للّه تعالى فيه حق، لقوله تعالى: " وآتُوا حَقّهُ يَوْمَ حصَادهِ " وزرعه يدل على عمل يوجب رضا الله تعالى. والشعير الرطب خصب، وشراء الشعير من الحناط إصابة خير عظيم. ومن مشى في زرع الشعير أو شيء من الزرع رزق الجهاد. ورؤيا الشعير على كل حال خير ومنفعة ورزق.
الأرز: مال فيه تعب وشغب وهم. والذرة والجاورس مال كثير قليل المنفعة خامل الذكر. وأما الباقلا والعدس والحمص والماش والحبوب التي تشبه ذلك، مطبوخاً ومقلواً على كل حال، فهمَّ وحزن لمن أكلها أو أصابها رطباً ويابساً، والكثير منها مال. وقيل إن الباقلا الخضراء هم، واليابسة مال وسرور، وقيل إن العدس مال دنيء.
وحكي أن رجلاً أتى ابن سيرين فقال: رأيت كأني أحمل حمصاً حاراً، فقال أنت رجل تقبل امرأتك في شهر رمضان.
والسمسم: مال نام لا يزال في زيادة لدسم السمسم ويابسه أقوى من رطبه.
التين: مال كثير وخصب لمن أصابه أو أدخله منزله. وقد حكي عن ابن سيرين أنه نظر إلى تين في اليقظة فقال: لو كان هذا في النوم. وقيل من رأى التين في منامه فليخط الكيس، وهو مال لمن أصابه، ويكون أثره ظاهراً عليه كثيراً.
وأما البطيخ: فهو مرض، وقيل هو رجل ممراض، وقيل إن إصابته إصابة هم من حيث لا يحتسب. وقيل أن الأخضر الفج منه الذي لم ينضج، صحة جسم. ومن رأى كأنه مد يده إلى السماء فتناول بطيخاً، فإنه يطلب ملكاَ ويناله سريعاً.
وحكي أن رجلاً رأى كأنه رمي في داره بالبطيخ، فقص رؤياه على معبر، فقال له: يموت بكل بطيخة واحد من أهلك. فكان كذلك.
والبطيخ الأخضر الهندي، رجل ثقيل الروح بارد في أعين الناس.
وأما القثاء: فقد قيل أنه يدل على حبل امرأة صاحب الرؤيا، وقيل إنه مكروه كالبقل والعدس.
وأما القرع وهو اليقطين، فإن شجرته رجل عالم أو طبيب نفاع قريب إلى الناس مبارك. وقيل إنها رجل فقير. واليقطين للمريض شفاء. ومن رأى كأنه أكله مطبوخاً فإنه يجد ضالاً أو يحفظ علماً بقدر ما أكل منه، أو يجمع شيئاً متفرقاً، والذي يستحب من المطبوخات في المنام: القرع واللحم والبيض. فإن رأى أنه أكل القرع نيئاً فإنه يخاصم إنساناً، ويصيبه فزع من الجن.
الاستظلال بظل القرع أنس بعد وحشة وصلح بعد المنازعة. ومن رأى كأنه اجتنى من البطيخة قرعاً فإنه يبرأ من مرض، بسبب دواء أو دعاء والأصل فيه قصة يوسف عليه السلام.
والقنبيط: رجل قروي يعتريه حدة.
والباذنجان: في غير وقته رزق في تعب.
والبصل: منهم من كرهه لقوله تعالى: " وبصلها " . ومنهم من قال: إنه يدل على ظهور الأشياء الخفية، وكذلك سائر البقول ذوات الرائحة، ومنهم من قال إنه مال، وتقشير البصل يدل على التملق إلى رجل.
والثوم: ثناء قبيح، وقيل إنه مال حرام، وأكله مطبوخاً يدل على التوبة من معصية. وروي أن رجلا أتى أبا هريرة وقال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم جالساً في المسجد، والناس يدخلون يسلمون عليه، فجئت لأدخل عليه، فإذا رجال معهم سياط، فمنعوني أن أدخل، قال دعوني حتى أدخل، فقالوا إنك أكلت ثوماً وطردوني. فقال أبو هريرة: هذا مال خبيث أكلته.
والجزر: هم وحزن لمن أصابه أو أكله. ومن رأى بيده جزراً فإنه يكون في أمر صعب يسهل عليه، وقال بعضهم: من رأى كأنه يأكل الجزر فإنه ينال خيراً ومنفعة. والخشخاش: مال هنيء لمن أكله أو أصابه.
والخردل: سم، فمن أكله سقي سماً أو شيئاً مراً، أو يقع في همة رديئة وقيل بل ينال مالاً شريفاً في تعب.
والحرمل: مال يصلح به مال فاسد، والحبة الخضراء منفعة من رجل غريب شديد.
والحناء: عدة الرجل لعمله الذي يعمله.
وأما الحلفاء: فقد حكي أن رجلاً رأى في منامه كأن الحلفاء نبتت على ركبتيه فقص رؤياه على معبر فقال: هو للشركاء في عمل واسع خير وبركة، وللمدبرين يأس رجائهم، وللمرضى موتهم، فعرض لصاحب الرؤيا جميع ذلك.
والخضر: كلها سوى الحنطة والشعير والسمسم والجاورس والباقلا هي الإسلام. ومن رأى كأنه يسعى في مزرعة خضرة، فإنه يسعى في أعمال البر والنسك.
والمزرعة: تدل على المرأة، لأنها تحرث وتبذر وتسقى وتحمل وتلد وترضع إلى حين الحصاد. واستغناء النبات عن الأرض، فسنبله ولدها أو مالها، وربما دل على السوق، وسنبله أرزاقها وأرباحها وفوائدها لكثرة أرباح الزرع وحوائجه وربحه وخساراته، ويدل على ميدان الحرب وحصيد سنبله حصيد السيف. وربما دل على الدنيا وسنبله جماعة الناس صغيرهم وكبيرهم وشيخهم وكهلهم، لأنهم خلقوا من الأرض وسبوا ونبتوا كنبات الزرع، كما قال تعالى: " و الله أنبتكتم من الأرض نباتاً " . وقد تدل السنابل في هذا الوجه على أعوام الدنيا وشهورها وأيامها، وقد تأولها يوسف الصديق عليه السلام بالسنين، وقد تدل على أموال الدنيا ومخازنها ومطامرها، لجمع السنبلة الواحدة حباً كثيراً. وربما دلت المزارع على كل مكان يحرث فيه للآخرة، يعمل فيه للأجر والثواب، كالمساجد والرباطات وحلق الذكر وأماكن الصدقات، لقوله تعالى: " مَنْ كَانَ يُريدُ الآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ في حَرْثِهِ، وَمَنْ كَانَ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤتِهِ مِنْهَا " .
فمن حرث في الدنيا مزرعة، نكح زوجته. فإن نبت زرعه حملت امرأته. وإن كان عزباً تزوج. وإلا تحرك سوقه وكثرت أرباحه، وربما سلفه وفرقه. وإلا تألف في القتال جمعه إن كان مقصده.
فمن رأى زرعاً يحصد: فإن كان ذلك ببلد فيه حرب أو موقف الجلاد والنزال هلك فيه من الناس بالسيف كنحو ما يحصد في المنام بالمنجل. وإن كان ذلك ببلد لا حرب فيه ولا يعرف ذلك به، وكان الحصاد منه في الجامع الأعظم أو بين المحلات أو بين سقوف الدور، فإنه سيف الله بالوباء أو الطاعون. وإن كان ذلك في سوق من الأسواق كثرت فوائد أهلها، ودارت السعادة بينهم بالأرباح. وإن كان ذلك في مسجد أو جامع من مجامع الخير، وكان الناس هم الذين تولوا الحصاد بأنفسهم دون أن يروا أحداً مجهولاً يحصد لهم، فإنها أجور وحسنات ينالها كل من حصد. وأما رؤية الحصاد في فدادين الحرث، فإن كان ذلك بعد كمال الزرع وطيابه، فهو صالح فيه. وإن كان قبل تمامه فهو جائحة في الزرع أو نفاق في الطعام.
والتبن: مال قليله وكثيره كيفما تصرفت به الحال، لأنه علف الدواب، وهو خارج من الطعام وشريك التراب.
المرج: وأما المرج المعقول النبات المعروف الجواهر بأنواع الكلأ والنواوير، فهو الدنيا وزينتها وأموالها وزخرفها، لأن النواوير تسمى زخرفاً، ومنه سمي الذهب زخرفاً.
والحشيش: معايش للدواب والأنعام، وهو كأموال الدنيا التيِ ينال منها كل إنسان ما قسم له ربه وجعله رزقه، لأنه يعود لحماً ولبناً وزبداً وسمناً وعسلاً وصوفاً وشعراً ووبراً، فهو كالمال الذي به قوام الأنام. وربما دل المرج على كل مكان تكسب الدنيا وتنال منه وتعرف به وتنسب إليه، كبيت المال والسوق. وقد تدل النواوير خاصة على سوق الصرف والصاغة وأماكن الذهب. وقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم تأول المرج بالدنيا وغضارتها، وأنه عليه السلام قال: الدنيا خضرة حلوة، فالحلوة الكلأ وكل ما حلا على أفواه الإبل دل على الحلال، وكل حامض فيه يدل على الحرام وعلى كل ما ينال بالهم والنصب والمرارة. وما كان من النبت دواء يتعالج به، فهو خارج عن الأموال والأرزاق، ودال على العلوم والحكم والمواعظ، وقد يدل على المال الحلال المحض. وإن كانت حامضة الطعم، فإنه تعود حموضتها على ما ينال من الهم والخصومة في نيلها والتعب.
وما كان منه سمائم قاتلة، فدال على الغصب من الحرام، وأخذ الدنيا بالدين، وأبواب الربا، وعلى البدع والأهواء، وكل ما يخرج من الأفواه ويدخلها من الأسواء. وأما إذا رأى الهندبا: وأمثالها كالكزبرة: ونحوها من ذوات المرارة والحرارة، فهموم وأحزان وأموال حرام. وقد قيل إن آدم حين هبط إلى الأرض ووقع بالهند، علقت رائحته بشجرة في حين حزنه وبكائه على نفسه. وقد تدل على همومه على الآخرة، والثواب بجواهر الجنة، المضاف إليها دون الكزبرة والكرويا وأمثالها. وما كان من نبت الأرض مما جاء فيه نهي في الكتاب أو السنة، أو سبب مذموم في القديم، فهو دال على المقدور في الكلام والرزق، كالشبث والحطب والثوم والقثاء والعدس والبصل، وما كان له من النبات اسم يغلب عليه في اشتقاقه، لمعنى أقوى من طبعه، أو مؤيد لجوهره حمل عليه، مثل النعنع يشتق منه النعاة والنعي، مع أنه من البقول. وكذلك الجزر وهي الأسفنار به أسف ونار. وما كان من النبات ينبت بلا بذر وليس له في الأرض أصل، مثل الكماة والفطر، فدال في الناس على اللقيط والحمل وولد الزنا، ومن لا يعرف نسبه، وتدل من الأموال على اللقطة والهبة والصدقة ونحو ذلك. فمن رأى كأنه في مرج أو حشيش يجمعه أو يأكله، نظرت في حاله، فإن كان فقيراً استغنى، وإن كان غنياً ازداد غنى، وإن كان زاهداً في الدنيا راغباً عنها، عاد إليها وافتتن بها. وإن انتقل من مرج إلى مرج، سافر في طلب الدنيا وانتقل من سوق إلى آخر ومن صناعة إلى غيرها.
الروضة: وأما الروضة المجهولة الجوهر التي لا يوصف نبتها إلا بخضرتها، فداله على الإسلام لنضارتها وحسن بهجتها. وقد تأولها بذلك النبي صلى الله عليه وسلم، وقد تدل من الإِسلام على كل مكان فضل وموضع يطاع الله فيه، كقبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وحلق الذكر وجوامع الخير، وقبول أهل الصلاح، لقوله عليه السلام: " ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة " . وقوله عليه السلام: " القبر إما روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار " .
وقد تدل الروضة على المصحف، وعلى كل كتاب في العلم والحكمة، من قولهم، الكتب روضة الحكماء ونزهة العلماء. وربما دلت الروضة على الجنة ورياضها، فمن خرج من روضة إلى سبخة، أو إلى أرض سوداء أو محترقة، أو إلى حيات وعقارب، أو إلى رماد أو زبل، أو إلى سقوط في بحر، نظرت في حاله، فإن كان ميتاً أبدل بالجنة ناراً وبالنعيم عذاباً. وإن رؤي ذلك لمسلم حي خرج من الإسلام بكفر أو بدعة. أو خرج من شرائطه وصفات أهله بكبيرة ومعصية. وأما من رأى نفسه في روضة وهو يأكل من خضرتها أو يجمع مما فيها، فإن كان ذلك في إبان الحج، أو كان فيها يؤذن في المنام حج. وإن كان بمكة مؤهلاً لزيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم تم له ذلك وزار قبره، وكان ما أكله أو جمعه ثواباً وأجراً يحصل له. فإن رؤي ذلك لكافر أسلم من كفره ودخل الإسلام صدره، وإن كان مذنباً تاب عن حاله وانتقل من تخليطه، وإن كان طالباً للعلم والقرآن نال ذلك على قدر ما أكله منها في المنام أو جمعه، وإلا كان ذلك ثواب جمع حضره في يومه أو غد من ليلته، مثل جمعة يشهدها أو جنازة يصلي عليها أو قبور قوم صالحين يزورها.
وأما السلق: فقد قيل أنه يدل على خير. وكذلك الملوخيا والقطف.
السلجم: امرأة قروية جلدة صاحبة فضول، وقيل هو هم وحزن. فإن كان نابتاً فهم أولاد يتجددون.
الشبث: أمر يرى في المستقبل.
العنصل: رجل فاسق يثنى عليه بالقبيح: والعروق مال معه مرض.
العفص: مال تام يبقى.
العصفر: فرح فيه نعي لحمرته وهو عدة الرجل لعمل يعمله.
القوة: مال مع مرض.
الفلفل: مال يحفظ به الأموال.
الفجل: رزق حلال، وقيل إنه يدل على الحج، وهذا قول بعيد. وقيل من أصاب فجلاً أو أكله، فإنه يعمل عملاً في خير يعقبه ندامة.
القت: وسائر ما يأكله الدواب رزق كبير.
القطن: مال دون الصوف، وندفه تمحيص للذنوب.
الكمأة: رجل دنيء أو امرأة دنيئة لا خير فيها إذا كانت واحدة أو اثنتين أو ثلاثة، فإن كثرت فهي رزق ومال بلا نصب، لقوله صلى الله عليه وسلم: " الكمأة من المن " ولأن المن كان يسقط عليهم بلا مؤنة ولا نصب. وكذلك الكمأة تنبت بلا بذور ولا حرث ولا سقي ماء. وقيل إنها إذا كانت مالاً يكون ذلك المال من قبل النساء والعطر يجري في مجرى الكمأة أو دونها.
الكرويا والكمون: مال تطيب به الأموال.
الكراث: رزق من رجل أصم، وقيل من أكله أكل مالاً حراماً شنيعاً في قبح ثناء، وقيل هو مطل الفقراء لحقوقهم، وقيل هو رزق، ومن أكل كراثاً فإنّه يقول قولاً يندم عليه. وأكل الكراث مطبوخاَ يدل على التوبة.
الطرخون: رجل رديء الأصل، لأنّ أصله حرمل ينقع في الخل سنة ليلين، ثم يزرع.
السذاب: قيل إنّ كل طاقة منه مائة دينار أو مائة درهم على قدر صاحب الرؤيا.
وأما البقول: على الجملة فقد اختلفوا فيها، فمنهم من قال إنّها صالحة محمودة، ومنهم من قال إنّها جميعها مكروهة لقوله عزّ وجلّ: " أتَسْتَبْدِلُونَ الذي هوَ أدنَى بالّذي هُوَ خيْر " . ولأنّه لا دسم فيها ولا حلاوة. ومنهم من قال أنها تجارة لا بقاء لها، وولاية لا ثبات لها، وولد ومال لا بقاء لهما. وإذا دلت على الحزن فلا بقاء لذلك الحزن.
البنفسج: جارية ورعة، والتقاطها تقبيلها.
الأقحوان: التقاطه من سفح جبل إصابة جارية حسناء من ملك ضخم، وقال بعضهم إنَّ الأقحوان أصهار الرجل من قبل امرأة، فمن رأى كأنّه التقطه فإنه يتخذ بعض أقرباء امرأته صديقاً.
وأما الآس: فقيل هو رجل واف بالعهود، ويدل على اليأس لاسمه. فمن رأى على رأسه إكليل آس رجل كان أو امرأة، فهو زوج يدوم بقاؤه أو امرأة باقية. وكذلك إنَّ شمه. ومن رآه في داره فهوِ خير باق ومال دائم. فإن رأى أنّه أخذ من شاب آساً، فإنّه يأخذ من عدو له عهداً باقياَ. فإن رأى أنّه يغرس آساً، فإنّه يعمل الأمور بالتدبير. والآس دباق وعمارة باقية وولاية وفرح باق.
الشمار: يدل على ثناء حسن.
السوسن: قيل هو ثناء حسن، وقال بعضهم أنه يدل على السوء، لاشتقاق السوء من اسمه، والواحدة منه سوسنة.
وقال أكثر المعبرين أنّ الرياحين كلها إذا رؤيت مقطوعة، فإنّها تدل على هم وحزن. وإذا رأيت ثابتة في مواضعها، فإنّها تدل على راحة أو زوج أو ولد. وبلغنا عن علي بن عبيد أنّه قال: كنت عند سفيان الثوري، فقال له رجل: رأيت البارحة كأنّ ريحانة رفعت إلى السماء من قبل المغرب حتى توارت بالسماء. فقال له سفيان: إن صدقت رؤياك فقد مات الأوزاعي. فوجدوه قد مات في تلك الليلة.
وإنما يدل الريحان على الولد إذا كان نابتاً في البستان، ويدل على المرأة إن كان مجموعاً في حزمة، ويدل على المصيبة إذا كان مقطوعاً مطروحاً في غير موضعه، أو لم يكن له ريح. وقيل إنّ الريحان نعمة، لقوله تعالى: " فرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنّةٌ نَعِيم " . وهو بالفارسية شاسيرم، والشاة تدل على الملك، والحماحم حمى الأسنة.
والمرزنجوش: يدل على صحة الجسم، وغرسه يدل على ابن كيس صحيح الجسم، ويدل أيضاً علىِ التزويج بامرأة تدوم عشرتها. وإن رأت امرأة كأنّها شمت مرزنجوشاً، فإنّها تلد ابناً مؤمناَ.
اللينوفور: مال حلال يجمع من وجهه وينفق من وجهه.
وأما النرجس: فمن رأى على رأسه إكليلاً من نرجس، تزوج امرأة حسناء أو اشترى جارية حسناء لا تدوم له. والمرأة إذا رأته على رأسها كذلك. وإن كان لها زوج فإنّه يطلقها أو يموت عنها. ومن رأى النرجس نابتاً في بستان، فإنّه ولد باق. وإن رآه مقطوعاً فاسداً فإنه لا يبقى.
وحكي أنّ امرأة رأت كأنّ زوجها ناولها طاقة نرجس وناول ضرتها طاقة آس، فقصت رؤياها على معبر، فقال: يطلقك ويتمسك بضرتك، لأنّه عهد الآس أبقى من عهد النرجس.
ورأى رجل له أربع نسوة، كأنّ أربع طاقات نرجس نابتة على ضفة نهر، وكأنّه رمى ثلاث طاقات منهن بثلاثة أحجار فقصفهن، ورمى الرابعة فلم تنقصف فقص رؤياه على معبر، فقال: إنك ذو نسوة أربعة، وإنك تطلق منهن ثلاثة ولا تطلق الرابعة فكان كذلك.
وقيل إنّ صفرة النرجس تدل على الدناينر، وبياضها على الدراهم ينالها صاحب الرؤيا. وأنشد:
لما أطلنا عنه تغيمضا ... أهدى لنا النرجس تعريضا
فدلنا ذاك على أنّه ... قد اقتضى الصفر أو البياضا
وقال الشاعر:
ليس للنرجس عهد ... إنما العهد للآس
وقال بعضهم: النرجس سرور.
النمام: سرور يدوم من المرأة أو ولد أو ولاية أو تجارة.
اللفاح: مرض ودنانير، فمن التقط لفاحاً مرضت امرأته وأصاب منها دنانير كثيرة.
اللبلاب: رجل طبيب.
المنثور: رجل يموت طفلاً أو فرح لا يدوم أو ولاية تزول أو تجارة تنتقل أو امرأة تفارق.
المبقلة: المبقلة رجال ذوو إحسان، فمن رأى أنّه جمع من بستانه باقة بقل فإنّه يجمع عليه من قرابات نسائه شر وخصومة. فإن كانت طاقة بقل، فإنّها نذير له ليحذر من الشر، فإن عرف جوهرها، فإنّها حينئذٍ ترجع إلى الطبائع. واليابس من البقل مال يصلح به الأموال. وأكثر المعبرين يجعلون البقول هماً وحزناً، وتكون البقلة النابتة رجلاً إن كان موضعها مستنشعاً مجهولاً فيه ذلك. وكذلك جميع النباتات إذا كان الأصل والأصلان في بيت أو دار أو مسجد مستشنع فيه نبات ذلك. فإنّه رجل قد دخل على أهل ذلك الموضع بمصاهرة أو مشاركة، وقد بلغنا أنّ رجلاً أتى إلى سعيد بن المسيب فقال: رأيت كأنّ بقلاً أخضر قد نبت في بيت عائشة رضي الله عنها والناس ينظرون إليه متعجبين، فجاء عبد الملك بن مروان فاقتلع ذلك البقل. فقال له سعيد بن المسيب: إن صدقت رؤياك فإنّ الحجاج يطلق أسماء بنت جعفر بن أبي طالب. فعرض أنّ عبد الملك خاف ميل الحجاج إلى أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم لأجل أسماء، فكلفه أن يطلقها فطلقها.
الكزبرة: رجل نافع في الدنيا والدين، واليابسة منها مال تصلح به الأموال.
الصمغ: فضل مال. البلسان: مالك مبارك.
الجاوشير: مال ينال صاحبه عليه ثناء حسناً.
القطران: مال من خيانة، وتلطخ الثياب من خلل في المعاش، وصبه على إنسان رميه ببهتان.
الكرنب: رجل فظ غليظ بدوي، فمن رأى بيده طاقة كرنب، فإنّه في طلب شيء لا يدركه دون أن يكون فظاً غليظاً.
وأما البزور: فكل بزر يلقى في الأرض فهو ولد ويجب أن ينسب إلى ذلك النوع. والبزور والحبوب التي هي من الأدوية فإنّها كتب مستنبطة فيها الزهد والورع. البندق: رجل سخي غريب ثقيل الروح، مؤلف بين الناس، ويقال أنّه مال في كد. فمن أكله نال مالاً بكد. وقال بعضهم البندق وكل ما كان له قشر يابس، يدل على صخب وعلى حزن.
الخيار والقثاء: همّ وحزن، فمن أكله فإنّه يسعى في أمر يثقل عليه، خصوصاً الأصفر منه، فإنّه في أوانه رزق، وفي غير أوانه مرض، فإن رأى أنّه يأكله وكانت امرأته حاملاً ولدت جارية. وقال بعضهم: الخيار إذا قطع بالحديد فإنه جيد للمرضى، وذلك لأنّ الرطوبة تتميز عنه. وقال: القثاء تدل على حبل المرأة صاحب الرؤيا.
الخشب اليابس: نفاق، قال الله تعالى: " كأنّهُمْ خشُبٌ مُسَنّدَة " . والخشب رجال فيهم نفاق في دينهم. رأى رجل كأنّ في يده اليمنى غصناً، وفي يده اليسر خشبة وهو يقومها، فيقوم الغصن ولا تتقوم الخشبة. فقص رؤياه على معبر. فقال: لك ابنان أحدهما من أمة، والآخر من حرة. تؤدبهما فتؤدب ابن الأمة فيقبل أدبك، وتعظ ابن الحرة فلا يتعظ بوعظك. فكان كذلك. ورأى رجل كأنه لابس ثوباً من خشب، وكان يسير في البحر، فعرض له أن سيره كان بطيئاً. وإنما دل البحر والخشب على السفينة.
 
أبوعمرالتاريخ: الجمعة, 2011-09-02, 4:42:27 PM | رسالة # 55
لواء
المشرفين

2011-07-25
المشاركات : 764
جوائز: 1 +

Offline
الباب الخامس والأربعون

في القلم والدواة والنقص والمداد والورق والكتابة والشعر وما أشبهه ...

القلم: يدل على ما يذكر الإنسان به، وتنفذ الأحكام بسببه، كالسلطان والعالم والحاكم واللسان والسيف والولد الذكر. وربما دل على الذكر، والمداد نطفته وما يكتب فيه منكوحه. وربما دل على السكة، والأصابع أزواجه، ومداده بذره وإنّما يوصل إلى حقائق تأويله بحقائق الكتبة وزيادة الرؤيا والضمائر، وما في اليقظة منِ الآمال. وقيل أنّ القلم يدل على العلم. فمن رأى أنّه أصاب قلماً، فإنّه يصيب علماً يناسب ما رأى في منامه أنّه كان يكتبه به. وقيل أنّه دخول في كفالة وضمان لقوله تعالى: " وَمَا كُنْت لَدَيْهِمْ إذْ يلْقُونَ أَقْلاَمَهُمْ أيّهم يَكْفَل مَرْيَم " .
وحكي أنّ رجلاً قال لابن سيرين: رأيت كأني جالس وإلى جنبي قلم، فأخذته فجعلت أكتب به وأرى عن يميني قلماً آخر، فأخذته وكتبت بهما جميعاً فقال: هل لك غائب؟ قال نعم. قال: فكأنك به قد قدم عليك.
فإن رأى كاتب كأنّ بيده قلماً أو دواة، فإنّه يأمن الفقر لحرفته. فإن رأى كأنّه استفاد دواة الكتابة بأسرها، فإنّه يصيب في الكتابة رياسة جامعة يفوق فيها أقرانه من الكتاب. وهكذا كل من رأى أنّه استفاد أداة واحدة من أدوات حرفته أمن بها الفقر. فإن رأى أنّه أصاب حرفة جامعة، فإنّه ينال فيها رياسة جامعة. والسكة الذي يقطع به القلم، يدل على ابن كيس محسود. وقيل إن من رأى في يده سكيناً من حديد، فإنّه يعاود امرأة قد فارقته من قبل. لقوله تعالى: " قُلْ كُونُوا حِجَارةً أوْ حَديداً أوْ خلْقَاً ممّا يَكْبر في صُدُورِكُمْ فَسَيَقولونَ مَنْ يُعِيدُنَا قُلْ الذي فَطَرَكُمْ أوَّلَ مًرّة " . والقلم الأمر والنهي والولاية على كل حرفة، والقلم قيم كل شيء. وقيل القلم ولد كاتب.
ورأىِ رجل كأنّه نال قلماً فقص رؤياه على معبر فقيل له: يولد لك غلام يتعلم علما حسناً.
وأما الدواة: فخادمة ومنفعة من قبل امرأة، وشأن من قبل ولد. فمن رأى أنه يكتب من دواة، اشترى خادمة ووطئها، ولا يكون لها عنده بطء ولا مقام، وقيل من رأى أنّه أصاب دواة فإنّه يخاصم امرأته أو غيرها. فإن كان ثم شاهد خير تزوج ذا قرابة له.
وحكي أنّ رجلاً رأى كأنّه يليق دواة، فقص رؤياه على معبر فقالت: هذا رجل يأتي الذكران.
وقال أكثر المعبرين أنّ الدواة زوجة ومنكوح، وكذلك المحبرة، إلا أنّها بكراً وغلام. والقلم ذكر، وإن كانت امرأته كان مدادها مالها أو نفعها، أو همها وبلاءها، سيما إن سود وجهه أو ثوبه. وقد تدل الدواة على القرحة، والقلم على الحديد، والمداد على المدة، لمن رأى أنّ بجسمه دواة، وهو يستمد منها بالقلم ومن رأى أنّه يكتب في صحيفة، فإنّه يرث ميراثاً. قال الله تعالى: " إنَّ هَذَا لَفي الصُّحُفِ الأولى صُحُف إبْراهيمَ وَمَوسَى " . فإن رأى أنّه يكتب في قرطاس فإنّه جحود ما بينه وبين الناس. وإن رأى أنّ الإمام أعطاه قرطاساً، فإنّه يقضي له حاجة يرفعها عليه. ويدل القرطاس على أمر ملتبس عليه، لقوله تعالى: " تَجْعَلونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا " .
وأما النقش: في الأصل فيدل على فرح وشرف ما لم يتلطخ به الثوب، فإن تلطخ به الثوب دل على مرض وعلى أنّ الذي لطخه به يقع فيه ويرميه بعيب، وتظهر براءته من ذلك العيب للناس. وربما يلطخ ثوبه في اليقظة كما رآه. والمداد سؤدد ورفعة في مدد، والكتاب قوة. فمن رأى بيده كتاباً نال قوة، لقوله تعالى: " يا يَحْيَى خذِ الكِتَابَ بِقُوَّة " .
والكتاب: خبر مشهور إن كان منشوراً، وإن كان مختوماً فخبر مستور. وإن كان في يد غلام، فإنّه بشارة، وإن كان في يد جارية فإنّه خبر في بشارة وفرح، وإن كان في يد امرأة فإنّه توقع أمر في فرح. فإن كان منشوراً والمرأة متنقبة، فإنّه خبر مستور يأمره بالحذو. فإن كانت متطيبة حسناء، فإنّه خبر وأمر فيه ثناء حسن فإن كانت المرأة وحشية، فإنّه خبر في أمر وحش.
ومن رأى في يده كتباً مطوية، فإنّه يموت قريباً، لقوله تعالى: " يَوْمَ نَطْوي السّمَاءَ كَطَيِّ السَّجل لِلكُتُب " . فإن رأى أنّه أخذ من الإمام منشوراً، فإنه ينال سلطاناً وغبطة ونعمة إن كان محتملاً ذلك، وإلا خيف عليه العبودية. فإن رأى أنّه أنفذ كتاباً مختوماً إلى إنسان فرده إليه. فإن كان سلطاناً وسرى إليه جيش، فإنّهم مهزومون. وإن كان تاجراً خسر في تجارته. وإن كان خاطباً لم يزوج. فإن رأى كتابه بيمينه، فهو خير. فإن كان بينه وبين إنسان مخاصمة أو شك أو تخليط، فإنّه يأتيه البيان. وإن كان في عذاب يأتيه الفرج، لقوله تعالى: " وَأنْزَلْنَا عَلَيْكَ الكِتَابَ تبْيَانَاً لِكل شَيءٍ وَهُدَى " . وإن كان معسرأَ أو مهموماً أو غائباً، فإنّه يتيسر عليه أمره ويرجع إلى أهله مسروراً.
وأخذ الكتاب باليمين خير كله، فإن أعطى كتابه بشماله فإنّه يندم على فعل فعله. ومن أخذ كتاباً من إنسان بيمنه، فإنّه يأخذ أكرم شيء عليه. لقوله تعالى: " لأخذنا منه باليمين " . وإذا رأى الكافر بيده مصحفاً أو كتاباً عربياً، فإنّه يخذل أو يقع في هم وغم، أو كربة وشدة. ومن نظر في صحيفة ولم يقرأ ما فيها فهو ميراث يناله. وقيل من رأى كأنّه مزق كتاباً ذهبت غمومه ورفعت عنه الفتن والشرور ونال خيراً. وكذلك المؤمن إذا رأى بيده كتاباً فارسياً يصيبه ذل وكربة.
ومن رأى أنّه أتاه كتاب مختوم انقاد لملك، وتحقيقه ختمه. لأنّ بلقيس انقادت لسليمان عليه السلام حين ألقى إليها كتاباً مختوماً، وكان من سبب الكتاب دخولها في الإسلام. ومن رأى أنّه وهبت له صحيفة فوجد فيها رقعة ملفوفة، فهيِ جارية وبها حبل. وقال ابن سيرين: من رأى أنّه يكتب كتاباً فإنّه يكسب كسباً حراماً لقوله تعالى: " فَوَيْلٌ لَهُمْ ممّا كَتَبَتْ أيْدِيهمُ وَوَيْلٌ لَهُمْ ممّا يَكْسبون " .
والنقش: على يد الرجل حيلة تعقب الذل، وللنساء حيلة لاكتساب. ومن رأى كأن آية من القرآن مكتوبة على قميصه، فإنّه رجل متمسك بالقرآن. والكتابة باليد اليسرى قبيحة وضلالة، وربما يولد له أولاد من زنا، أو يصير شاعراً.
والكتابة: في الأصل حيلة، والكاتب محتال. وإن رأى أنّه رديء الخط، فإنّه يتوب ويترك الحيل على الناس. ويتوب. ومن رأى أنّه يقرأ وجه صحيفة، فإنّه يرث ميراثاً. فإن قرأ ظهرها، فإنّه يجتمع عليه دين، لقوله تعالى: " إقْرَا كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ اليَومَ عَلَيْكَ حَسِيبا " . فإن رأى أنّه يقرأ كتابِاً وكان حاذقاً في قراءته، فإنّه يلي ولاية إن كان أهلاً لها، أو يتجر تجارة إن كان تاجراً بقدر حذقه فيه. فإن رأى أنّه يقرأ كتّاب نفسه، فإنّه يتوب إلى الله من ذنوبه لقوله عزّ وجلّ: " واكْتُبْ لَنَا في هَذِه الدُّنْيَا حَسَنَةً وفي الآخِرَة " .
ومن رأى كأنّه كتب عليه صك، فإنّه يؤمر بأن يحتجم. فإن كتب عليه كتاب ولا يدري ما في الكتاب، فإنّه قد فرض الله عليه فرضاً وهو يتوانى فيه، لقوله تعالى: " وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيَها " . فإن رأى أنّه يكتب عليه كتاب، فإن عرف الكاتب فإنه يغشه ويضله ويفتنه في دينه لقوله تعالى: " كتبَ عَلَيْهِ أنّهُ مَنْ تَولاهُ " .
والاصطرلاب: خادم الرؤساء وإنسان متصل بالسلطان، فمن رأى أنّه أصاب اصطرلاباً، فإنّه يصحب إنساناً كذلك وينتفع به على قدر ما رأى في المنام، وربما كان متغيراً بالأمر، ليست له عزيمة صحيحة ولا وفاء ولا مروأة.
الشاعر: رجل غاو يقول ما لا يفعل، والشعر قول الزور، ومن رأى أنّه يقول الشعر ويبتغي به كسباً، فإنّه يشهد بالزور، فإن رأى أنّه قرأ قصيدة في مجلس، فإنه حكمة تميل إلى النفاق، فإن سمع الشعر فإنّه يحضر مجالس يمال فيها الباطل، ومن رأى كأنه أعجمي فصار فصيحاً، فإنّه شرف وعز أو ملك، حتى لا يكون له فيه نظير إن كان والياً. وإن كان تاجراً فإنّه يكون مذكوراً في الدنيا وكذلك في كل حرفة.
ومن رأى أنّه يتكلم بكل لسان، فإنّه يملك أمراً كبيراً من الدنيا ويعز، لقوله تعالى حكاية عن يوسف: " إني حَفِيظٌ عَلِيمٌ " . يعني بكل لسان. والكاتب ذو حيلة وصناعة لطيفة مثل الإسكافي، والقلم كالأشفى والإبرة. والمداد كالشيء الذي يحزم به من خيوط وسيور. وكالحجام وقلمه مشرطته، ومداده دمه، وكالرقام والرفاء ونحوهما. وربما دل على الحراث، والقلم كالسكة، والمداد كالبذر.
فمن حدث عليه حادثة مع كاتب مجهول، تعرف تلك الصفة ماذا تدل عليه، ثم أضفها إلى من تليق به، أومن هو في اليقظة في أمر حال فيه ممن ينصرف الكاتب إليه، كالذي يقول رأيت كأنّي مررت بكاتب فدفع إليّ كتاباً أو كتابين أو ثلاثة وكان فيها دين لي أو علي، فأخذتها منه ومضيت، فانظر إلى حاله ويقظته، فإن كان له نعل أو خف عند خراز وقد مطله أو هم بشرائه، فهو ذلك. وأشبه ما بهذا الوجه أن يأخذ منه رقعتين أو كتابين. وإن كان قد أضر الدم به أو هم بالحجامة أو أحتجم قبل تلك الليلة، فهو ذاك. وأشبه ما بهذا المكان أن تكون الرقاع ثلاثة إن كان ممن يحتجم كذلك. فإن كان له ثوب عند مطرز أو صانع ديباجي، فهو ذاك. وإن كان له سلم عند حراث، أخذ منه ما كان له. وإلا قدمت إليه أخبار ووردت عليه أمور، فإن كانت الكتب مطوية فهي أخبار مخفية، وإن كانت منشورة فهي أخبار ظاهرة.
والكاتب: إذا رأى أنّه أُمي لا يحسن الكتابة، فإنّه يفتقر إن كان غنياً، أو يجن إن كان عاقلاً، أو يلحد إن كان مذنباً، أو يعجز إذا كان ذا حيلة. وإذا رأى الأمي أنّه يحسن الكتابة، فإنّه في كرب وسيلهمه الله تعالى سبباً يتخلص به من كربه، وتمزيق الكتاب ذهاب الحزن والغم.
 
أبوعمرالتاريخ: الجمعة, 2011-09-02, 4:43:03 PM | رسالة # 56
لواء
المشرفين

2011-07-25
المشاركات : 764
جوائز: 1 +

Offline
الباب السادس والأربعون

في الصنم وأهل الملل الزائغة والردة وما أشبه ذلك ....

المستحق للعبادة هو الله تعالى، فمن عبد غيره فقد خاب وخسر. فمن رأى كأنه يعبد غيره دل على أنّه مشتغل بباطل مؤثر لهوى نفسه على رضا ربه. فإن كان لك الصنم الذي عبده من ذهب، فإنّه يتقرب إلى رجل يبغضه الله تعالى، ويصيبه منه ما يكره، وتدل رؤياه على ذهاب ماله مع وهن دينه. وإن كان ذلك الصنم من فضة، فإنّه يحصل له سبب يتوصل به إلى امرأة أو جارية على وجه الخيانة والفساد إن كان ذلك الصنم من صفر أو حديد أو رصاص، فإنّه يترك الدين لأجل الدنيا متاعها، وينسى ربه. وإن كان ذلك الصنم من خشب، فإنّه ينبذ دينه وراء ظهره يصاحب والياً ظالماً أو رجلاً منافقاً، ويكون متحلياً بالدين لأجل أمر من أمور دنيا، لا من أجل الله تعالى. وقال بعض المعبرين أنّ رؤية الصنم تدل على سفر بعيد، وقيل إذا رأى صنم ولم ير عبادته نال مالاً وافراَ.
فإن رأى كأنّه يعبد نجماً أو شجرة، فإنّه رجل دينه دين الصابئين وهم من القوم زين وصفهم الله تعالى فقال: " فذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ " . وقيل أن هذه رؤيا تدل على أن صاحبها يتقرب إلى خدمة رجل جليل يتهاودن بدينه.
فإن رأى كأنّه يعبد النار: فإنّه يعصي الله تعالى بطاعة الشيطان، أو يطلب الحرب. فإن لم يكن للنار لهب، فإنّه حرام يطلبه بدينه، لأنّ الحرام نار. فإن رأى أنه تحول كافراً، فإنَّ اعتقاده يوافق اعتقاد ذلك الجنس من الكفار.
فإن رأى كأنّه تحول مجوسياً: فإنّه قد نبذ الإسلام وراء ظهره بارتكاب الفواحش.
فإن رأى كأنّه يهودي، فإنّه يترك الفرائض فتصيبه عقوبتها قبل الموت، ويتلقاه ذل، لأنّ اليهود اعتدوا بأخذ الحيتان يوم السبت، وعصوا أمر الله وعفوا عما نهوا عنه، فمسخهم الله تعالى قردة. فإن رأى كأنّه قيل له يا يهودي وعليه ثياب وهو تارك لتلك التسمية، فإنّه في ضيق ينتظر الفرج، وسيفرج الله تعالى عنه برحمته، لقوله تعالى: " إنّا هُدْنَا إلَيْكَ. قَالَ عَذَابي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاء وَرَحْمَتي وَسعَت كلَّ شَيءٍ " .
فإن رأى كأنّه تحول نصرانياً: فإنّه يكفر نعم الله تعالى ويصفه بما هو متنزه عنه متقدس. فإن رأى كأنّه تحول من دار الإسلام إلى دار الشرك، فإنّه يكفر بالله تعالى من بعد إيمانه.
فإن رأى كأنّ يده تحولت يد كسرى: فإنّه يجري على يده ما جرى على أيدي الأكاسرة والجبابرة من الظلم والفساد ولا تحمد عاقبته. فإن رأى كأنّ يده تحولت كما كانت أولاً، فإنّه يتوب ويرجع إلى ربه جلَّ جلاله. وكل فرعون يراه الرجل في منامه فهو عدو الإسلام، وصلاح حاله يدل على فساد حال أهل الإسلام وإمامهم. وهذا أصل في الرؤيا مستمر، فإنَّ كل من رأى عدوه في منامه سيء الحال، كان تأويل رؤياه صلاح حاله هو. وكل من رأى عدوه حسن الحال كان تأويلها فساد. فإن رأى كأنّه تحول أحد فراعنة الدنيا، فإنّه ينال قوة وتضاهي سيرته سيرة ذلك الجبار، ويموت على شر. وكذلك إذا رأى كأنّ بعض أموات الجبابرة حي في بلد ظهرت سيرته في تلك البلد.
والتحير في كل الأديان جحود، ومن رأى كأنّه متحير لا يعرف لنفسه ديناً فإنّه تنسد عليه أبواب المطالب، وتتعذر عليه الأمور، حتى لا يظفر بمراد ولا ينال مراماً مع اقتضاء رؤياه وهن دينه.
والكفر: في التأويل يدل على غنى، لقوله تعالى: " كلا إنَّ الإنسان لَيَطْغَى، أن رَآه استَغْنَى " . وقد يدل على الظلم، لقوله: " والكافرُونَ هُمْ الظَالِمون " . ويدل على مرض لا ينفع صاحبه علاج، لقوله تعالى: " سَواءٌ عَلَيْهِمْ أأنْذَرْتَهُمْ أمْ لَمْ تُنْنِرْهُمْ لا يُؤمِنُون " . فكثرة الكفار كثرة العيال. والشيخ الكافر عدو قديم العداوة ظاهر البغضاء، والشيخ المجوسي عدو لا يريد هلاك خصمه، والشيخ اليهودي عدو يريد هلاك خصمه. والشيخ النصراني عدو لا تضر عداوته، والجارية الكافرة سرور مع خنا. ومن رأى كأنّه فسد دينه سفه على الناس وأذاهم، كما لو رأى أنّه سفه فسد دينه، لقوله تعالى: " وأنّهُ كانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى الله شَطَطا " .
الزنار والمسح: يدلان على ولد إذا كانا فوق ثياب جدد، وانقطاعهما موت الولد. وإذا كانا تحت الثياب، دلا على النفاق في الدين، وإذا كانا مع ثياب رديئة، دلا على فساد الدين والدنيا. وقيل من رأى كأنّه يهودي ورث عمه. ومن رأى كأنّه نصرِاني ورث خاله أو خالته. فإن رأى كأنّه يضرب بالناقوس، فإنّه يفشي بين الناس خبراً باطلاً. فإن رأى أنّه يقرأ التوراة والإنجيل ولا يعرف معانيهما فإنَّ مذهبه فاسد ورأيه موافق لرأي اليهود والنصارى. قال الله تعالى: " وأنتُمْ تَتلونَ الكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلًون " .
فإن رأى كأنّه صار جاثليقاً: زالت نعمته وانقضى أجله. فإن رأى أنّه صار راهباً، فإنّه مبتدع مفرط في بدعته لقوله تعالى: " ورَهْبَانَيةً ابتَدَعُوها " . وقيل إنّ صاحب هذه الرؤيا يضيق عليه معاشه وتتعسر عليه أموره، ويصحبه في جميع الأمور ذلك وخوف ورهبة لا تزايله. ويدل أيضاَ على أنّه مكار خداع كياد مبتدع داع إلى بدعته بالله العياذ من ذلك.
رأى رجل الحسن البصري كأنّه لابس لباس صوف، وفي وسطه كستيج، وفي رجليه قيد، وعليه طيلسان عسلي، وهو قائم على مزبلة، وفي يده طنبور يضرب به، وهو مستند إلى الكعبه. فبلغ ذلك ابن سيرين فقال: أما درعه الصوف فزهده وأما كستيجه فقوته في دين اللهّ، وأما عسليه فحبه للقرآن، وتفسيره للناس، وأما قيده فثباته في ورعه، وأما قيامه على المزبلة فدنياه جعلها تحت قدمه، وأما ضربه الطنبور فنشره حكمته بين الناس، وأما استناده إلى الكعبة فالتجاؤه إلى الله عزَّ وجل.
 
أبوعمرالتاريخ: الجمعة, 2011-09-02, 4:43:37 PM | رسالة # 57
لواء
المشرفين

2011-07-25
المشاركات : 764
جوائز: 1 +

Offline
الباب السابع والأربعون

في البسط والفريق والسرادقات والفساطيط والأسرة والشراع والستور وما أشبهها ...

البساط: دنيا لصاحبه، وبسطه بسط الدنيا، وسعته سعة الرزق، وصفاقته طول العمر. فإن رأى كأنّه بسط في موضع مجهول أو عند قوم لا يعرفهم، فإنّه ينال ذلك في سفر. وصغر البساط ورقته قلة الحياة وقصر العمر. وطيه طي النعيم والعمر. ومن رأى كأنه على بساط نال السلامة إن كان في حرب، وإن لم يكن في حرب اشترى ضيعة. وبسط البساط بين قوم معروفين أو في موضع معروف، يدل على اشتراك النعمة بين أهل ذلك الموضع. وقيل إن بسط البساط ثناء لصاحبه الذي يبسط له، وأرضه الذي يجري عليه أثره. كل ذلك بقدر سعة البساط وثخانته ورقته وجوهره.
فإن رأى أنّه بسط له بساط جديد صفيق، فإنّه ينال في دنياه سعة الرزق وطول العمر. فإن كان البساط في داره أو بلده أو محلته أو في قومه أو بعض مجالسه، أو عند من يعرفه بمودته أو بمخاطبته إياه، حتى لا يكون شيء من ذلك مجهولاً، فإنّه ينال دنياه تلك على ما وصفت. وكذلك يكون عمره فيها في بلده أو موضعه الذي هو فيه، أو عند قومه أو خلطائه. وإن كان ذلك في مكان مجهول وقومِ مجهولين فإنّه يتغرب وينال ذلك في غربة. فإذا كان البساط صغيراً ثخيناً، نال عزاَ في دنياه، وقلة ذات يد. وإن كان رقيقاً قدر رقة البسط واسعاً، فإنّه ينال دنيا واسعة وعمره قليل فيها. فإذا اجتمعت الثخانة والسعة والجوهر، اجتمع له طول العمر وسعة الرزق. ولو رأى أنّ البساط صغيراً خلقاً، فلا خير فيه. فإن رأى بساطه مطوياً على عاتقه قد طواه أو طوي له، فهو ينقله من موضع إلى موضع. فإن انتقل كذلك إلى موضع مجهول، فقد نفد عمره وطويت دنياه عنه، وصارت تبعاته منها في عنقه. فإن رأى في المكان الذي انتقل إليه أحداً من الأموات، فهو تحقيق ذلك. فإِن رأى بساطاً مطوياً لم يطوه هو ولا شهد طيه ولا رآه منشوراً قبل ذلك وهو ملكه، فإن دنياه مطوية عنه وهو مقل فيها، ويناله فيها بعض الضيق في معيشته. فإن بسط له اتسع رزقه وفرج عنه.
ويدل البساط على مجالسة الحكام والرؤساء، وكل من يوطأ بساطه. فمن طوى بساطه تعطل حكمه أو تعذر سفره أو أمسكت عنه دنياه. وإن خطف عنه أو احترق بالنار، مات صاحبه أو تعذر سفره. وإن ضاق قدره ضاقت دنياه عليه. وإن رق جسم البساط قرب أجله أو أصابه هزال في جسده، أو أشرف على منيته. والوسادة والمرفقة خادمة، فما حدث فيها ففيهم.
وقال بعضهم المخاد: الأولاد، والمساند: العلماء.
وأما الفرش: فدال على الزوجة وحشو لحمها أو شحمها. وقد يدل الفراش على الأرض التي يتقلب الإنسان عليها بالغفلة، إلى أن ينتقل عنها إلى الآخرة. وقال بعضهم للفراش المعروف صاحبه أو هو بعينه أو موضعه، فإنّه امرأته. فما رؤي به من صلاح أو فساد أو زيادة على ما وصفت في الخدم كذلك، يكون الحدث في المرأة المنسوبة إلى الفراش.
فإن رأى أنّه استبدل بذلك الفراش وتحول إلى غيره من نحوه، فإنّه يتزوج أُخرى، ولعله يطلق الأولى إن كان ضميره أن لا يرجع إلى ذلك الفراش. وكذلك لو رأى أن الفراش الأول قد تغير عن حاله إلى ما يكره في التأويل، فإنَّ المرأة تموت أو ينالها ما ينسب إلى ما تحولت إليه. فإن كان تحول إلى ما يستحب في التأويل، فإنّه مراجعة المرأة الأولى بحسن حال وهيئة بقدر ما رأى من التحول فيه. فإن رأى فراشه تحول من موضع إلى موضع، فإنَّ امرأته تتحول من حال إلى حال، بقدر فضل ما بينِ الموضعين في الرفق والسعة والموافقة لهما أو لأحدهما. فإن رأى مع الفراش فراشاً آخر مثله أو خيراً منه أو دونه، فإنّه يتزوج أخرى على نحو ما رأى من هيئة الفراش، ولا يفرق بين الحرائر والإماء في تأويل الفراش، لأنّهن كلهن نساء، وتأويل ذلك سواء.
ومن رأى أنّه طوى فراشه فوضعه ناحية، فإنّه يغيب عن امرأته أو تغيب عنه أو يتجنبها. فإن رأى مع ذلك شيئاً يدل على الفرقة والمكارة، فإنّه يموت أحدهما عن صاحبه أو يقع بينهما طلاق. فإن رأى فراشاً مجهولاً في موضعِ مجهول، فإنّه يصيب أرضاً على قدر صفة الفراش وهيئته. فإن رأى فراشاً مجهولاً أو معروفاً على سرير مجهول وهو عليه جالس، فإنّه يصيب سلطاناً يعلو فيه على الرجال ويقهرهم لأنّ السرير من خشب، والخشب من جوهر الرجال الذي يخالطهم نفاق في دينهم، لأنّ الأسرة مجالس الملوك. وكذلك لو رأى كأنّ فراشه على باب السلطان، تولى ولاية.
وإذا أولنا الفرِاش بالمرأة، فلين الفراش طاعتها لزوجها، وسعة الفراش سعة خلقها، وكونه جديداَ يدل على طراوتها، وكونه من ديباج امرأة مجوسية، وكونه من شعر أو صوف أو قطن يدل على امرأة غنية، وكونه أبيض امرأة ذات دين، وكونه مصقولاً يدل على امرأة تعمل ما لا يرضي اللهّ، وكونه أخضر امرأة مجتهدة في العبادة، والجديد امرأة حسناء مستورة، والمتمزق امرأة لا دين لها.
فمن رأى كأنّه على فراش ولا يأخذه النوم، فإنّه يريد أن يباشر امرأته ولا يتهيأ له ذلك فإن رأى كأنّ غيره مزق فراشه، فإنّه يخونه في أهله.
وأما السرير: فقد قيل من رأى أنّه على سرير، فإنّه يرجع إليه شيء قد كان خرج عن يده، وإن كان سلطاناً ضعف في سلطانه ثم يثبت بعد الضعف، لقوله تعالى: " وأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيّه جَسَدَاً ثمَّ أَنَاب " . وإن كان يريد التزويج فذلك نكاح امرأة، وإن كان على سرير وعليه فرش، فذلك زيادة رفعة وذكر على قوم منافقين في الدين. وإن لم يكن عليه فرش فإنّه يسافر.
وقال بعضهم السرير وجميع ما ينام عليه يدل على المرأة وعلى جميع المعاش، وكذلك تدل الكراسي. وأرجل السرير تدل على المماليك، وخارجه على المرأة خاصة، وداخله على صاحب الرؤيا، وأسفله على الأولاد والإناث.
وقال القيرواني إنّ السرير دال على كل ما يسر المرء به ويشرف من أجله ويقربه. والعرب تقول: ثل عرشه، إذا هدم عزه.
والعرش: السرير، وربما دل على مركوب من زوجة أو محمل أو سفينة، لأنّ النائم يركبه في حين سفر روحه عن أهله وبيته. وربما دل على النعش، لأنهّ سرير الْمنايا. فمن تكسر سريِره في المنام أو تفكك تأليفه ذهب سلطانه إن كان ملكاً، وعزل عن نظره إن كان حاكماَ، وفارق زوجته إن كانت ناشز أو ماتت مريضة، أو زوجها إن كان هو المريض، أو سافر عنها أو هجرها، وقد يدل وجهه على الزوج، ومؤخره على الزوجة، وما يلي الرأس منه على الولد، وما يلي الرجلين على الخادم والابنة، وقد يدل حماره على قيم البيت، وألواحه على أهله. وقد يدل حماره على الخادم، وألواحه على الفراش، والبسط والفرش والحصر وثياب المرأة.
وأما من رأى نفسه على سرير مجهول، فإن لاق به الملك ناله، وإلا جلس مجلساً رفيعاً. وإن كان عزباً تزوج، وإن كانت حاملاً ولدت غلاماً. وكل ذلك إن كان عليه فرش فوقه، أو كان له جمال. وإن كان لا فرش فوقه، فإنّ راكبه يسافر سفرِاً بعيداً، وإن كان مريضاً مات، وإن كان ذلك في أيام الحج وكان يؤمله، ركب محملاً على البعير، أو سفينة في البحر، أو جلس فيها على السرير.
السرادق: سلطان في التأويل، فإذا رأى الإنسان سرادقاً ضرب فوقه، فإنّه يظفر بخصم سلطاني. وقيل من رأى له سرادقاً مضروباً، فإنّ ذلك سلطان وملك ويقود الجيوش لأنّ السرادق للملوك، والفسطاط كذلك، إلا أنّه دونه.
والقبة: دون الفسطاط، والخباء دون القبة. ومن رأى للسلطان أنّه يخرج من شيء من هذه الأشياء المذكورة، دل على خروجه عن بعض سلطانه. فإن طويت باد سلطانه أو فقد عمره. وربما كانت القبة امرأة. تقوله ضرب قبة إذا بنى بأهله والأصل في ذلك أنّ الداخل بأهله كان يضرب عليها قبة ليلة دخوله بها، فقيل لكل داخل بأهله بان بأهله. قال عمر وبن معدي كرب.
ألم يأرق له البرق اليماني ... يلوح كأنّه مصباح بان
وقيل إنّ الفساطيط: من رأى أنّه ملكها أو استظل بشيء منها، فإنَّ ذلك يدل على نعمة منعم عليه بما لا يقدر على أداء شكرها. والمجهول من السرادقات والفساطيط والقباب إذا كان لونه أخضر أو أبيض مما يدل على البر، فإنّه يدل على الشهادة أو على بلوغه لنحوها بالعبادة، لأنّ المجهول من هذه الأشياء يدل على البر، فإنّه يدل على قبور الشهداء والصالحين إذا رآه، أو يزور بيت المقدس.
وقيل أنِّ الخيمة: ولاية، وللتاجر سفر. وقيل إنّها تدل على إصابة جارية حسناء عذارء، لقوله تعالى: " حورٌ مَقْصُورَاتٌ في الخِيام " . والقبة اللبدية سلطان وشرف.
وأما الشراع: فمن رأى كأنّ شراعاً ضرب له، فإنّه ينال عزاً وشرفاً.
وأما الستر: فقد قال أكثرهم هو همّ، فإذا رآه على باب البيت كان هماً من قبل النساء، فإن رآه على باب الحانوت فهو هم من قبل المعاش، فإن كان على باب المسجد فهو هم من قبل الدين، فإن كان على باب دار فهو هم من قبل الدنيا والستر الخلقِ هم سريع الزوال، والجديد هم طويل، والممزق طولاً فرج عاجل، والممزق عرضاَ تمزق عرض صاحبه، والأسود من الستور هم من قبل ملك، والأبيض والأخضر فيها محمود العاقبة.
هذا كله إذا كان الستر مجهولاً أو في موضع مجهول. فإذا كان معروفاً فبعينه في التأويل. وقال بعضهم الستور كلها على الأبواب هم وخوف مع سلامة. وإذا رأى المطلوب أو الخائف أو الهارب أو المختفي كان عليه ستراً، فهو ستر عليه من اسمه، وأمن له. وكلما كان الستر أكبر كان همه وغمه أعظم وأشنع.
وقال الكرماني إنَّ الستور قليلها وكثيرها ورقيقها وصفيقها، إذا هو رؤي على باب أو بيت أو مدخل أو مخرج، فإنّه هم لصاحبه شديد قوي ومأزق منه وضعف وصغر، فإنّه أهون وأضعف في الهم. وليس ينفع مع الشر لونه إن كان من الألوان التي تستحب لقوته في الهم والخوف كما وصفت. وليس في ذلك عطب، بل عاقبته إلى سلامة.
وما كان من الستور على باب الدار الأعظم أو على السوق العظمى أو ما يشبه ذلك، فالهم والخوف في تأويله أقوى وأشنع. وما رؤي من الستور لم يعلق على شيء من المخارج والمداخل فهو أهون فيما وصفت من حالها وأبعد لوقوع التأويل. وكذلك ما رؤي أنّه تمزق أو قلع أو ألقي أو ذهب، فإنّه يفرج عن صاحبه الهم والخوف. والمجهول من ذلك أقوى في التأويل وأشده. وأما المعروف من الستور في مواضعها المعروفة فإنّه هو بعينه في اليقظة، لا يضر ذلك ولا ينفع حتى يصير مجهولَا لم يعرفه في اليقظة.
واللحاف: يدل على أمن وسكون، وعلى امرأة يلتحف بها.
والكساء: في البيت قيمة أو ماله أو معاشه. وأما شراؤه واستفادته مفرداً أو جماعة، فأموال وبضائع كاسدة في منام الصيف، ونافقة في منام الشتاء. وأما اشتماله لمن ليس ذلك عادته من رجل أو امرأة فنظراء سوء عليه وإساءة تشمله. فإن سعى به في الأماكن المشهورة اشتهر بذلك وافتضح به. وإن كان ممن عادته أن يلبسه في الأسفار والبادية، عرض له سفر إلى المكان الذي عادته أن يلبسه إليه.
وأما الكلة: فدالة على الزوجة التي يدخل بين فخذيها لحاجته. وربما دلت على الغمة، لأنّها تغم من تحتها، وكذلك الستور. إلا أنّ الغمة التي يدل الستر عليها لا عطب فيها. والطنفسة كالبساط.
وحكي أنَّ رجلاً أتى ابن سيرين فقال: رأيت كأنني على طنفسة إذ جاء يزيد بن عبد الملك فأخذ الطنفسة من تحتي فرص بها، ثم قعد على الأرض. فقال ابن سيرين : هذه الرؤيا لم ترها أنت وإنما رآها يزيد بن المهلب، وإن صدقت رؤيا هزمه يزيد بن عبد الملك.
وأما اللواء: فمن رأى أنّه أعطي لواء وسار بين يديه، أصاب سلطاناً، ولا يزال في ذوي السلطان بمنزلة حسنة. ومن رأى أنّ لواءه نزع منه، نزع من سلطان كان عليه. وقال القيروانيِ الألوية والرايات دالة على الملوك والأمراء والقضاة والعلماء وكذلك المظلة أيضاً. ومن رأى في يده لواء أو راية، فإنَّ ذلك يدل على الملك والولاية، وربما دل على العز والأمان مما يخافه ويحذره من سلطان أو حاكم. وربما دل على ولاء الإسلام. وعلى ولادة الحامل الغلام، أو على تزويج الرجل أو المرأة أيهما رأى ذلك.
 
أبوعمرالتاريخ: الجمعة, 2011-09-02, 4:44:12 PM | رسالة # 58
لواء
المشرفين

2011-07-25
المشاركات : 764
جوائز: 1 +

Offline
الباب الثامن والأربعون

في أدوات الركبان والفرسان مثل السرج والآكاف والمركب واللجام والثفر واللبب والسوط والرحالة والحزام والزمام والصولجان والكرة والمقود والغاشية والهودج ...

الآكاف: امرأة أعجمية غير شريفة ولا حسيبة، تحل من زوجها محل الخادمة. وركوب الرجل الآكاف يدل على توبته عن البطالة بعد طول تنعمه فيها.
وأما السرج فيدل على امرأة ما لم يكن مسرجاً به، فإن كان مسرجاً به كان من أداة الدابة لا يعتد به. وقيل إنَّ السرج يدل على امرأة عفيفة حسناء غنية. وحكي أنّ رجلاً أتى ابن سيرين فقال: رأيت كأنّي على دابة وأخذت في مضيق فبقي السرج فيه، وتخلصت أنا والدابة. فقال ابن سيرين: بئس الرجل أنت. إنّه يعرض لك أمر تخذل فيه امرأتك. فلم يلبث الرجل أن سافر مع امرأته، فقطع عليه اللصوص الطريق، فخلى امرأته في أيديهم وأفلت نفسه.
وقيل أنّ السرج إصابة مال، وقيل إصابة ولاية، وقيل بل هو استفادة دابة وقال بعضهم من رأى كأنّه ركب سرجاً نصر في أموره.
وأما المركب: فمال رجل شريف ورياسة. وكثرة حليه ارتفاع الرياسة والذكر. وكون حليه من ذهب لا يضر، ويدل على جارية حسناء. وكونه من حديد قوة صاحب الرؤيا. وكونه من رصاص يدل على وهن أمره وديانته. وكونه من فضة مطلية بالذهب يدل على جوار وغلمان حسان.
وكون السرج واللجام واللبب بلا حلي يدل على تواضع راكبه، وكونه باطنه خير من ظاهره. واللبب ضبط الأمر. والمقود مال أو آداب أو علم يحجزه عن المحارم . واللجام حسن التدبير وقوة في المال ونيل رياسة ينقاد له بها ويطاع. والسرج إذا انفرد عن الدابة، فهو امرأة. ويدل على المجلس الشريف والمقعد الرفيع. وإن كان على الدابة فهو من أدواتها. فإن كانت الدابة تنسب إلى المرأة فهو فرجها، وقد يكون بطنها. وركابها فرجها، وحزامها صداقها، ولجامها عصمتها، والزمام مال وقوة.
والسوط: سلطان، وانقطاعه في الضرب ذهاب السلطان، وانشقاقه انشقاق السلطان. وضرب الدابة بالسوط يدل على أنَّ صاحبه يدعو إلى الله تعالى في أمر. فإن ضرب رجلاً بالسوط غير مضبوط ولا ممدود اليدين، فإنّه يعظه وينصحه. فإن أوجعه فإنّه يقبل الوعظ. فإن لم يوجعه لم يتعظ. وإن سال منه الدم عند الضرب فهو دليل الجور. وإن لم يسل فهو دليل الحق. فإن أصاب الضارب من دمه، فإنّه يصيب من المضروب مالاً حراماً. واعوجاج السوط عند الضرب يدل على اعوجاج الأمر الذي هو فيه، أو على حمق الذي يستعين به في أمره. وإن أصابه السوط، تدل على الاستعانة برجل أعجمي متصل بالسلطان يقبل قوله. فإن رأى كأنَّ سوطاً نزِل عليه من السماء وعلى أهل بلده، فإنَّ الله تعالى يسلط عليه أو عليهم سلطاناً جائراَ بذنب قد اكتسبوه، لقوله تعالى: " فَصبّ عَلَيْهِمْ رَبّكَ سَوْطَ عَذَابٍ " .
وأما الصولجان: فهو ولد أهوج، وقيل رجل منافق معوج. واللعب به استعانة برجل هذه صفته.
والكرة: من أديم، رجل رئيس أو عالم، وقيل إنّ اللعب بالكرة مخاصمه، لأنّ من لعب بها كلما أخذها ضرب بها الأرض.
وأما الغاشية: فمال أو خادم أو امرأة، وقيل إنّها غير محبوبة في المنام، لقوله تعالى: " فَآمِنُوا أنْ تأتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِنْ عَذَابِ الله " .
والرحالة: امرأة حرة من قوم مياسير. والحزام: نظام الأمر. والزمام: طاعة وخصوم. ومن رأى في يده سوطاً مخروزاً، فإنّها ولاية وعمالة في الصدقات. وإن رأى أنّه ضرب بسوطه حماره، فإنّه يدعو الله في معيشته، فإن ضرب بها فرساً قد ركبه وأراه ركضه، فإنّه يدعو الله في أمر فيه عسر. وقيل إنَّ الكرة قلب الإنسان والصولجان لسانه، فإن لعب بهما على المراد جرى أمره في خصومة أو مناظرة على مراده.
والخطام: زينة. والهودج: امرأة، لأنّها من مراكب النساء. ومن رأى أنّه ملجم بلجام، فإنّه يكف عن الذنوب. وروي في الحديث التقي ملجم، وقال الشاعر:
إنّما السالم من أل ... جم فاه بلجام
واللجام: دال على الورع والدين والعصمة والمكنة، فمن ذهب ذلك من يده ومن رأس دابته، تلاشى أمره وفسد حاله وحرمت زوجته وكانت بلا عصمة تحته وكذلك من ركب دابة بلا لجام فلا خير فيه.
 
RSHADالتاريخ: السبت, 2011-09-03, 11:34:06 PM | رسالة # 59
مقدّم
المشرفين

2011-06-17
المشاركات : 197
جوائز: 3 +

Offline
مشكوووووووووووووور جدا على مجهودك المميز smile
 
AbwOmar2011التاريخ: السبت, 2011-09-03, 11:34:46 PM | رسالة # 60
القائد العام
المدراء

2011-04-28
المشاركات : 2489
جوائز: 10 +

Offline
مشكووووووووووور جدا ابو عمر عمل رائع smile
 
بحث:


Copyright MyCorp © 2024 | Gaza Software