كتاب : تفسير الأحلام لابن سيرين ؟؟؟
|
|
أبوعمر | التاريخ: الجمعة, 2011-09-02, 12:11:19 PM | رسالة # 11 |
لواء
المشاركات : 764
| الباب الحادي عشر
في تأويل رؤيا المسجد والمحراب والمنارة ومجالس الذكر
أخبرنا عبد الله بن حامد الفقيه، قال أخبرنا إبراهيم بن محمد الهروي، قال أنبأنا أبو شاكر ميسرة بن عبداللهّ، عن أبي عبد الله العجلي، عن عمرو بن محمد، عن العزيز بن أبي داود، قال: كان رجل بالبادية قد اتخذ مسجداً، فجعل في قلبه أحجار، فكان إذا قضى صلاته، قال يا أحجار أشهدكم أن لا إله إلا اللهّ. قال فمرض الرجلِ فمات، فعرج بروحه، قال فرأيت في منامي أنّه قال أُمر بي إلى النار، فرأيت حجراً من تلك الأحجار قد عظم، فسد عني باباً من أبواب جهنم، قال حتى سد بقية الأحجار أبواب جهنم.
قال الأستاذ أبو سعد: من رأى في منامه مسجداً محكماً عامراً، فإن المسجد رجل عالم يجتمعٍ الناس عنده في صلاحه وخير وذكر الله تعالى لقوله عزّ وجلّ: " يذكر فِيها اسمُ الله كَثِيراً " . فإن رأى كأنّ المسجد انهدم، فإنّه يموت هناك رئيس صاحب دين، فإن رأى أنّه يبني مسجداً، فإنّه يصل رحمه ويجمعِ الناس على خير. وبناء المسجد يدل على الغلبة على الأعداء، لقوله تعالى: " قَال الّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أمرهم لَنَتَخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجداً " . فإن رأى كأن رجلاً مجهولأ أم بالناس في مسجد،وكان إمام ذلك المسجد مريضاً، فإنّه يموت. فإن رأى كأنّ مسجداً تحوِل حماماً، دل أنّ رجلاً مستوراً يرتكب الفسوق. ومن رأى كأن بيته تحول مسجداَ، أصاب شرفاً، داعياً للناس من الباطل إلى الحق. ومن رأى كأنّه دخل مع قوم مسجداً فحفر حفرة، فإنّه يتزوّج.
ومن رأى كأنّه يصلّي في المحراب: فإنّه بشارة، لقوله تعالى: " فَنَادَتْهُ المَلاَئكة وهو قَائِمٌ يُصلِّي فِي المَحْرابِ " . فإن كان صاحب الرؤيا امرأة ولدت ابناً. ومن رأى كأنّه يصلّي في المحراب صلاة لغير وقتها، فإنّ ذلك خير يكون لعقبه بعده. فإن رأى أنّه بال في المحراب قطرة أو قطرتين أو ثلاثاً، فكل قطرة ابن بب وجيه يولد له. والمحراب في الأصل إمام رئيس.
وحكي أنّ رجلاً رأى في منامه كأنّه بال في المحراب، فسأل معبراً فقال: يولد، غلام يصير إماماً يقتدى به. وأما المنارة: فهو رجل يجمع الناس على خير، وانهدام منارة المسجد موت ذلك الرجل، وخمول ذكره، وتفرق جماعة ذلك المسجد. ومنارة الجامع صاحب البريد أو رجل يدعو الناس إلى دين الله تعالى. ومن رأى كأنّه سقط من منارة في بئر، ذهبت دولته، ودلت رؤياه على أنّه يتزوج امرأة سليطة، وله امرأة دينة جميلة. ورأى مهندس كأنّه ارتقى منارة عظيمة من خشب وأذن، فقص رؤياه على معبر، فقال يصيب ولاية وقوة ورفعة في إنفاق، فولي بلخ. وقيل أنّ القعقاع ركبه دين عشرة آلاف درهم، وكان مغموماً، فرأى والده في منامه على شرف منارة يسبح الله ويهلل، فلما رآه دعاه واستيقظ، فسأل المعبر عنه، فقال إنّ المنارة علو ورفعة يصيبها أبوك. قال فإنّ أبي ميت، قال المعبر ألست ابنه؟ قال نعم. قال لعلك تكون عالماً أو أميراً، وأما تسبيحه فإنّك في غم وحزن ويفرجه الله عزّ وجل عنك، لقوله تعالى: " فَنَادىِ في الظُلُمَاتِ أنْ لا إله إلا أنْتَ سُبْحَانَكَ إنِّي كنْتُ مِنَ الظّالِمين " . فلم يلبث إلا قليلاَ فإذا رجل قد أخذ بيده، وقال له أنت القعقاع؟ فقال في نفسه ليس هذا إلا غريم ملازم، فقال له سعدانة امرأة مريضة وهي توصي إتدعوك، قال فذهب معه فإذا جماعة من المشايخ وكتاب مكتوب أنّ سعدانة جعلت ئلث مالها للقعقاع، فأوصت له بثلث مالها وماتت بعد ثلاثة أيام. ومن رأى كأنّه يصلي في بيت المقدس ورث ميراثاً أو تمسك ببر، وإن رأى أنّه على مصلى رزق الحج والأمن، لقوله تعالى: " واتّخِذوا مِنْ مَقَام إبْرَاهِيمَ مُصَلّى " . ومن رأى أنّه يصلي في بيت المقدس إلى غير القبلة، فإنّه يحج. فإن رأى كأنّه يتوضأ في بيت المقدس، فإنّه يصير فيه شيئاً من ماله. والخروج منه يدل على سفر وذهاب ميراث منه، إن كان في يده. فإن رأى أنّه أسرج في بيت المقدس سراجاً أصيب في ولده، أو؟ إن عليه نذر في ولده يلزمه الوفاء به. وأما الْعالْم فهو طبيب الدين، والمذكر ناصح، لقوله تعالى: " وَذَكّرْ فَإنً الذكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنينَ " . فإن رأى كأنّه يذكر وليس من أهله، فإنه في همِ ومرض، وهو يدعو الله تعالى بالفرج. فإن تكلم بالخنا بالحكمة شفي وقضى ديناَ إن كان عليه، ونصر على من ظلمه. وإن تكلّم بالخنا تعسر عليه الأمر وصار ضحكة يستخف به. والْقاص رجل حسن المحضر، لقوله تعالى: " نَحْنُ نَقْص عَلَيْكَ أَحْسَنَ القصَص " . فإن رأى كأنّه يقص، أمن من خوف، لقوله تعالى: " فَلَمّا تجاءَهُ وقصَّ عَلَيْهِ القَصَصَ قَالَ لآتخَفْ " . وإن رآه تاجر نجا من الخسران. وإذا رأى في مكان مجلس ذكر: وقراءة قرآن ودعاء و****د أشعار زهدية، فإنّ ذلك الموضع يعمر عمارة محكمة على قدر صحة القراءة. وإن وقع في القرآن لحن لم يكمل ولم يتم، وإن أنشد أشعار الغزل فتلك ولاية باطلة.
|
|
|
|
أبوعمر | التاريخ: الجمعة, 2011-09-02, 12:11:38 PM | رسالة # 12 |
لواء
المشاركات : 764
| الباب الثاني عشر
في تأويل رؤيا الزكاة والصدقة والإطعام وزكاة الفطر
أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد جميع الغساني بصيدا قال: أخبرنا أبو محمد جعفر بن محمد بن علي الهمداني، قال حدثنا إبراهيم بن الحسين بن علي الهمداني، عن أبي معمر عبد الله بن عمر المقري، عن عبد الوارث بن سعيد، عن الحسن بن ذكوان المعلم، أنّ يحيى بن كثير حدثهم، أنّ عكرمة بن خالد حدثه، أنّ عمربن الخطاب رضي الله عنه، رأى في المنام، قيل له لتتصدق بأرضك، ثم قيل له ذلك مرات ثلاث، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فحدثه بذلك، فقال: يا رسول الله إنه لم يكن لنا مال أوصف لنا منه، فقالت رسول الله صلى الله عليه وسلم: تصدّق بها وأشرط. قال الأستاذ أبو سعد رضي الله عنه: من رأى كأنه يوفي زكاة ماله بشرائطها فإنّه يصيب مالاً وثروة لقوله تعالى: " وَمَا اتَيْتُمْ مِنْ زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ الله فَأولَئِكَ هُمُ المُضْعِفُونَ " .
ورؤية الصدقة في المنام: تختلف باختلاف أحواله الرائينِ، فإن رأى عالم كأنّه يتصدّق، فإنّه يبذل للناس علمه. فإن رآها سلطان ولي أقواماً، وإن رآها تاجر ارتفق بمبايعته أقوام. وإن رآها محترف، علم الأجراء حرفته. ومن رأى كأنّه أطعم مسكيناً، خرج من همومه وأمن إن كان خائفاً، فإن أطعم كافراً فإنّه يقوي عدواً وتأويل المسكين هو الممتحن، ومن رأى كأنّه أدى زكاة الفطر فإنه يكثر الصلاة والتسبيح، لقوله تعالى: " قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكّى وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلى " ، ويقضي ديناً إن كان عليه، ولا يصيبه في عامه ذلك مرض ولا سقم.
|
|
|
|
أبوعمر | التاريخ: الجمعة, 2011-09-02, 12:12:02 PM | رسالة # 13 |
لواء
المشاركات : 764
| الباب الثالث عشر
في تأويل رؤيا الصوم والفطر ....
قال الأستاذ أبو سعد رضي الله عنه: اختلف المعبرون في تأويلهم الصوم، فقال بعضهم من رأى أنّه في شهر الصوم، دلّت رؤياه على غلاء السعر وضيق الطعام. وقال بعضهم أنّ هذه الرؤيا تدل على صحة دين صاحب الرؤيا، والخروج من الغموم، والشفاء من الأمراض، وقضاء الديون. فإن رأى كأنه صام شهر رمضان حتى أفطر، فإن كان في شك يأتيه البيان، لقوله تعالى: " هُدَىً للناس وَبَيِّنَاتِ " . فإن كان صاحب الرؤيا أُميَاَ حفظ القرآن، فإن رأى أنّه أفطر شهر رمضان عمداً جاحداً، فإنّه يستخف ببعض الشرائع. فإن رأى أنّه أقر بحقيقة الصوم واشتهى قضاءه، فهو رزق يأتيه عاجلاً من حيث لا يحتسب. وقال بعضهم أنّ من رأى أنّه يفطر في شهر رمضان، فإنّه يصيب الفطرة وقال بعضهم أنّه يسافر في رضا الله تعالى، لقوله عزّ وجلّ: " فَمَنْ كَانَ مِنْكُم مَرِيضاً أَوْ عَلَىِ سَفَر " . وقيل أنّه من رأى أنّه أفطر في شهر رمضان متعمداً، فإنّه يقتل رجلاَ متعمداً. ومن رأى أنّه قتل مؤمناً متعمداً، فإنّه يفطر في شهر رمضان متعمداً. ومن رأى كأنّه صام شهرين متتابعين لكفارة، فإنّه يتوب من ذنب هو فيه. ومن رأى كأنّه يقضي صيام رمضان بعد خروج الشهر، فإنّه يمرض. ومن صام تطوعاً لم يمرض تلك السنة، لما روي في الخبر: " صوموا تصحّوا " . ومن رأى كأنّه صائم دهره، فإنّه يجتنب المعاصي. ومن رأى كأنّه صائم لغير الله تعالى، بل للرياء والسمعة، فإنّه لا يجد ما يطلبه. فإن رأى إنسان تعوّد صيام الدهر أنّه أفطر، فإنّه يغتاب إنساناً أو يمرض مرضاً شديداً. ومن رأى أنّه صائم ولم يدر أفرض هو أو نفل، فإنّ عليه قضاء نذر، لقول الله تعالى: " إنِّي نَذَرْتُ للرَّحْمَنِ صَوْمَاً فَلَنْ أُكَلّمَ الْيَوْمَ إنْسِيّاً " . وربما يلزم الصمت لأنّ أصل الصوم السكوت. ومن رأى كأنّه في يوم عيد، فإنّه يخرج من الهموم ويعودإليه السرور وا ليسر.
|
|
|
|
أبوعمر | التاريخ: الجمعة, 2011-09-02, 12:12:35 PM | رسالة # 14 |
لواء
المشاركات : 764
| الباب الرابع عشر
في تأويل رؤيا الحج والعمرة والكعبة والحجر الأسود والمقام وزمزم وما يتصل به والأضاحي والقربانات
قال الأستاذ أبو سعد رضي الله عنه: من رأى كأنّه خارج إلىِ الحج في وقته،فإن كان صرورة رزق الحج، وإِن كان مريضاً عوفي، وإِن كان مديوناَ قضي دينه، وإن كان خائفاً أمن، وإن كان معسراً يسر، وإن كان مسافراَ سلم، وإن كان تاجراً ربح، وإن كان معزولاً ردت إليه الولاية، وإن كان ضالاً هدي، وإن كان مغموماً فرجِ عنه. فإن رأى كأنّه خارج إلى الحج ففاته، فإنّه إن كان والياً عزل، وإن كان تاجراً خسر، وإن كان مسافراً قطع عليه الطريق وإن كان صحيحاً مرض. فإن رأى أنّه حجٍ أو اعتمر طال عمره واستقام أمره. فإن رأى أنّه طاف بالبيت،ولاه بعض الأئمة أمرا شريفاً، فإن رأى أنه طاف على الكعبة ومكة، فإنّه يأتي ذات محرم. فإن رأى كأنّه يلبي في الحرم، فإنّه يظفر بعدوّه، ويأمن خوف الغالب. فإن لبى خارج الحرم، فإنّ بعض الناس يغلبه ويخيفه. ومن رأى كأنّ الحج واجب عليه ولا يحج، دل على خيانته في أمانته، وعلى أنّه غير شاكر لنعم الله تعالى.
ومن رأى كأنّه في يوم عرفة، وصل رحمه، ويصالح من نازعه، وإن كان له غائب رجع إليه في أسر الأحوال، فإنّ الله تعالى جمع بين آدم وحواء في هذا اليوم وعرفها له.
فإن رأى أنّه يصلي في الكعبة فإنّه يتمكن من بعض الأشراف والرؤساء، وينال أمناً وخيراً. ومن رأى كأنّه أخذ من الكعبة شيئاً، فإنّه يصيب من الخليفة شيئاً. والكعبة في الرؤيا خليفة أو أمير أو وزير، وسقوط حائط منها يدل على موت الخليفة. ورؤية الكعبة في المنام بشارة بخير قدمه، أو نذارة من شر قد همّ به. فإن رأى كأنّ الكعبة داره، فإنّه لا يزال ذا خدم وسلطان ورفعة وصيت في الناس، إلا أن يرى الكعبة في هيئة رديئة، فذلك لا خير فيه. فإن رأى كأنّ داره الكعبة، فإنّ الإمام يقبل إذاً عليه ويكرمه .وقيل من رأى أنّه دخل الكعبة، فإنّه يدخلها إن شاء اللهّ، وقيل أنّه يدخل علىالخليفة. فإن رأى أنّه سرق من الكعبة رماناً، فإنّه يأتي ذا محرم، فإن رأى أنّه يصلي فوق الكعبة، فإنّ دينه يختل. فإن رأى أنّه ولي ولاية بمكة، فإن الخليفة يقلده بعض فإن رأى أنّه توجه نحو الكعبة صلح دينه، فإن رأى أنّه أحدث في الكعبة دل على مصيبة تنال الخليفة. فإن رأى أنّه مجاور بمكة، فإنّه يرد إلى أرذل العمر. فإن رأى أنّه بمكة مع الأموات يسألونه، فإنّه يموت شهيداً.
وحكي أنّ رجلاً أتى ابن سيرين، فقال: رأيت كأني أُصلي فوق الكعبة. فقال:اتق الله، فإني أراك خرجت عن الإسلام. ورأى مهندس أنّه دخل الحرم وصلّى على سطح الكعبة، فقص رؤياه على معبر،فقال تنال أمناً وولاية، وتجبي جباية من كل مكان، مع سوء المذهب ومخالفة السنة. فكان ذلك. ورأى رجل كأنّه تخطى الكعبة، ثم قصها على ابن سيرين، فقال: هذا رجل، سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ودخل في هوى، ألا ترى أنّه يتخطى القبلة، فكان كذلك،لأنه دخل في الإباحة. ومن رأى كأنّه مس الحجر الأسود، فقيل إنّه يقتدي بإمام من أهل الحجاز. فإن قلع الحجر الأسود واتّخذه لنفسه خاصة، فإنّه ينفرد في الدين ببدعة. ومن رأى كأنّه وجد شجر بعدما فقده الناس فوضعه مكانه، فهذه رؤيا رجل يظن أنّه على الهدى، وسائر الناس على الضلالة. ومن شرب من ماء زمزم، فإنّه يصيب خيراً، وينال ما يريده من وجه بر. فإن رأى أنه حضر المقام أو صلى نحوه، فإنّه يقيم الشرائع ويحافظ عليها. ويرزق الحج والأمن. فإن رأى كأنّه يخطب بالموسم وليس بأهل الخطبة، ولا في أهل بيته من هو من أهلها، فإن تأويلها يرجع إلى سميه أو نظيره أو يناله بعضر البلاء، أو ينشر ذكره بالصلاح. ومن رأى كأنّه أحسن الخطبة والصلاة وأتمها بالناس، وهم يستمعون لخطبته، فإنّه يصير والياً مطاعاً. فإن لم يتمها لمٍ تتم ولايته وعزل. ومن رأى من ليس بمسلم أنّه يخطب، فإنّه يسلم أو يموت عاجلاً، فإن رأت امرأة أنّها تخطب وتذكر المواعظ، فهو قوة لقيمها، وإن كان كلامها في الخطبة غير الحكمة والمواعظ، فإنّها تفتضح وتشتهر بما ينكر من فعل النساء. وأمِا المنبر فإنّه سلطان العرب. والمقام الكريمٍ : وجماعة الإسلام. فمن رأى أنّه على منبرِ وهو يتكلم بكلام البر، فإنّه إن كان أهلا أصاب رفعة وسلطاناً، وإن لم يكن للمنبر أهلاَ اشتهر بالصلاح، ثم إن لم يكن للمنبر أهلاً ورأى كأنّه لم يتكلم عليه، أو يتكلم بالسوء، فإنه يدل علر أنّه يصلب، والمنبر قد شبه بالجذع. وإن رأى والٍ أو سلطان أنّه على منبر، فانكسر أو صرع عنه، أو أنزل عنه قهراً فإنّه يعزل ويزول ملكه إما بموت أو غيره، فإن لم يكن صاحب الرؤيا ذا ولاية ولا سلطان رجع تأويله إلى سميه أو إلى ذي سلطان من عشيرته. وحكي أنّ رجلاً أتى جعفر الصادق رضي الله عنه، فقال: رأيت كأنّي على منبر أخطب، فقال ما صناعتك؟ قال حمامي. فقال يسعى بك إلى السلطان فتصلب فكان كما عبره. وقد روي أنّ النبي صلى الله عليه وسلم استيقظ من رقدته ثم تبسم وقال: رأيت بني مروان يتعاقبون منبري. فكان كما رآه صلى الله عليه وسلم. وأما الأضحية: فبشارة بالفرج من جميِع الهموم، وظهور البركة، لقوله تعالى: " وَبَشّرْنَاهُ بِإسْحَقَ نَبِياً مِنِ الصّالِحينَ. وَبارَكْنا عَلَيْهِ وَعَلَى إسْحَقَ " . فإن كانت امرأة صاحب الرؤيا حاملاً، فإنّها تلد ابناً صالحاً. ومن رأى أنّه ضحى ببدنة أو بقرة أو كبش، فإنّه يعتق رقاباً.
وإن رأى أنّه ضحى وهو عبد عتق. وإن كان صاحب الرؤيا أسيراً تخلص. وإن رآه مديون قضي دينه، أو فقير أُثري، أو خائف أمن، أو صرورة حج أو محارب نصر، أو مغموم فرج عنه ومن رأى كأنّه يقسم في الناس لحم قربانه خرج من همومه ونال عزاً وشرفاً. ومن رأى كأنه سرق شيئاً من القربان. فإنّه يكذب على الله. وقال بعضهم إن المريض إذا رأى أنّه يضحي، دلّت رؤياه على موته. وقال بعضهم إنّه ينال الشفاء. وأما رؤية عيد الأضحى، فإنّه عود سرور ماض ونجاة من الهلكة، لأنّ فكاك إسماعيل كان فيه من الذبح.
|
|
|
|
أبوعمر | التاريخ: الجمعة, 2011-09-02, 12:12:53 PM | رسالة # 15 |
لواء
المشاركات : 764
| الباب الخامس عشر
في رؤيا الجهاد
حدثنا محمد بن شاذان، قال حدثني محمد بن سليمان، عن الحسن بن علاء عن حسام بن محمد بن مطيع المقدسي، عن سعيد بن منصور، عن ابن جريج، عن عطاء قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام، فقلت يا رسول الله مسألة، قال هاتها، قلت الجهاد أفضل أم الرباط؟ فقال عليه السلام: الرباط، رباط يوم وليلة، خير من عبادة ألف سنة. قال الأستاذ أبو سعد رضي الله عنه: بلغنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّه قال: الكاد على عياله كالمجاهد في سبيل الله. فمن رأى كأنّه يجاهد في سبيل الله: فإنّه يجتهِد في أمر عياله وينال خيراً وسعة لقوله تعالى: " يَجدْ في الأرْض مُرَاغَماً كَثِيراً وَسعَةَ " . ومن رأى كأنّه في الغزو وقد ولى وجهه القتال، فإنّه يترك السعي في أمر عياله، ويقطعِ رحمه، ويفسد دينه، لقوله تعالى: " فَهَلْ عَسَيْتُم إنْ تَوَلّيْتُم أنْ تُفْسِدوا فِي الأرْض وتقَطِعُوا أَرْحَامَكُمْ " . ومن رأى كأنّه يذهب إلى الجهاد، فإنّه ينال غلبة وفضلاً وثناءً حسناً ورفعة، لقوله تعالى: " وَفَضّل الله المُجَاهِدين عَلَى الْقَاعِدِينَ أجْراً عَظِيماً " . فإن رأى كأن الناس يخرجون إلى الجهاد فإنّهم يصيبون ظفراً وقوة وعزة. وكذلك إذا رأى كأنّه يقاتل الكفار بسيف وحده، يضرب به يميناً وشمالاً، فإنّه ينصر على أعدائه. فإن رأى كأنّه نصر في الغزو، ربح في تجارته. فإن رأى غازٍ كأنّه يغير، نال غنيمة. فإن رأى كأنّه قتل فيِ سبيل الله، نال سروراً ورزقاً ورفعة، لقوله تعالى: " بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُون. فرِحينَ بمَا آتَاهُم الله منْ فَضْلِهِ " . والفتوح في الغزو فتوح أبواب الدنيا.
|
|
|
|
أبوعمر | التاريخ: الجمعة, 2011-09-02, 12:13:33 PM | رسالة # 16 |
لواء
المشاركات : 764
| الباب السادس عشر
في تأويل رؤيا الموت والأموات والمقابر والأكفان ومما يتصل به من البكاء والنوح وغيرذلك ...
أخبرنا الوليد بن أحمد الزوزني، قال أخبرنا عبد الرحمن بن أبي حاتم،قال أخبرنا محمد بن يحيى الواسطي، قال حدثنا محمد بن الحسن البرجلاني، يحيى بن بسام، قالت حدثني عمر بن صبيح السعدي قال: رأيت عبد العزيز بن سليمان العابد في منامي، وعليه ثياب خضر، وعلى رأسه إكليل من لؤلؤ، فقلت أبا محمد كيف كنت بعدي؟ وكيف وجدت طعم الموت؟ وكيف رأيت الأمور هناك؟ فقال: الموت فلا تسأل عن شدة كربه وغمومه، إلا أنّ رحمة الله وارت منا كل عيب، نلناها إلا بفضله عزّ وجلّ. قال الأستاذ أبو سعد رحمه الله: الموت في الرؤيا ندامه من أمر عظيم،فمن رأى أنّه مات ثم عاش، فإنّه يذنب ذنباً ثم يتوب، لقوله تعالى: " رَبّنَا أَمَتّنَا اثنين وَأحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فاعْتَرَفْنَا بذُنُوبنا " . ومن مات من غير مرض ولا هيئة من يموت، عمره يطول. ومنِ رأى كأنّه لا يموت، فقد دنا أجله. وإن ظن صاحب الرؤيا في منامه أنّه لا يموت أبداَ، فإنّه يقتلِ في سبيل الله عزّ وجلّ، ومن رأى أنّه مات، ورأى لموته مأتماً ومجتمعاً وغسلاً وكفناً، سلمت دنياه وفسد دينه. ومن رأى أنّ الإمام مات، خربت البلدة. كما أنّ خراب البلدة دليل على موت الإمام، ومن رأى ميتاً معروفاً، مات مرة أُخرى وبكوا عليه من غير صياح ولا نياحة فإنّه يتزوجٍ من عقبه إنسان، ويكون البكاء دليل الفرج فيما بينهم، وقيل من رأى ميتاً مات موتا جديداً، فهو موت إنسان من عقب ذلك الميت وأهل بيته، حتى يصير ذلك الميت كأنّه قد مات مرة ثانية. فإن رأى كأنّه قد مات ولم ير هيئة الأموات ولا جهازهم فإنّه ينهدم من داره جدار أو بيت.
فإن كانت الرؤيا بحالها، ورأى كأنّه دفن على هذه الحالة، من غير جهاز ولا بكاء، ولا شيع أحد جنازته، فإنّه لا يعاد بناء ما انهدم. إلا إذا صار في يد غيره.
ومن رأى وقوع الموت الذريع في موضع، دل على وقوع الحريق هناك، فإن رأى كأنه مات وهو عريان على الأرض، فإنّه يفتقر. فإن رأى كأنّه علىِ بساط، بسطت له الدنيا، أو على سرير نال رفعة، أو على فراش نال من أهله خيراً. فإن رأى كأنّه وجد ميتاً، فإنّه يجد مالاً. فإن جاءه نعي غائب، فإنّه يأتيه خبر بفساد دينه وصلاح دنياه. فإن رأى كأنّ ابنه مات، تخلص من عدوه. وإن رأى كأنّ ابنته ماتت، أيس من الفرج. فإن رأى كأن رجلاً قال لرجل أنّ فلاناً مات فجأة، فإنّه يصيب المنعي غم مفاجأة، وربما مات فيه. فإن رأت حامل أنّها ماتت وحملت والناس يبكون عليها من غير رنة ولا نوح، فإنّها تلد ابناً وتسر به. وقال بعضهم رؤيا العزب الموت دليل على التزويج، وموت المتزوج دليل على الطلاق، فإنّ بالموت تقع الفرقة وكذلك رؤيا أحد الشريكين موته دليل فرقة شريكه.
وأما النياحة: فمن رأى كأنّ موضعاً يناح فيه، وقع في ذلك الموضع تدبير شؤم يتفرق به عنه أصحابه. وقيل أنّ تأويل النوح الزمر، وتأويل الزمر النوح.
وأما البكاء: حكي عن ابن سيرين أنّه قالت: البكاء في النوم قرة عين، وإذا اقترن بالبكاء النوح والرقص، لم يحمد. فإن رأى كأنّه مات إنسان يعرفه، وهو ينوح عليه ويعلن الرنة، فإنّه يقع في نفس ذلك الذي رآه ميتاً أو في عقبه مصيبة أو هم شنيع، فإن رأى كأنهم ينوحون على وال قد مات، ويمزقون ثيابهم وينفضون التراب على رؤوسهم، فإنّ ذلك الوالي يجور في سلطانه. فإن رأى كأنّ الوالي مات وهم يبكون خلف جنازته من غير صياح، فإنّهم يرون من ذلك الوالي سروراً. ومن رأى كأنّ الوالي مات والناس يذكرونه بخير، فإنّه يكون محموداً في ولايته. ومن رأى كأنّه بين قوم أموات، فهو بين أقوام منافقين يأمرهم بالمعروف فلا يأتمرِون بأمره قال الله تعالى: " فَإنّك َلا تُسْمِعُ المَوْتَى " . ومن رأى كأنّه لقي معهم ميتاَ فإنّه يموت على بدعة أو يسافر سفراً لا يرجع منه. ومن رأى كأنّه خالطهم ولامسهم، أصابه مكروه، من قبل أراذل. وحكي عن بعضهم أنّ من رأى كأنّه يصاحب ميتاً، فإنّه يسافر سفراً بعيداً يصيبب فيه خيراً كثيراً. فإن حمل ميتاً على عنقه، نال مالاً وخيراً كثيراً. وإن أكل الميت طال عمره. ورؤية موت الوالي دليل على عزله، وسكر الميت لا خير فيه، وأما غسل الميت فمن رأى ميتاً يغسل نفسه، فهو دليل على خروج عقبه من الهموم وزيادة في مالهم. فإن غسله إنسان تاب على يد ذلك الإنسان رجل في دينه فساد. والمغتسل في الأصل تاجر نفاع ينجو بسببه أقوام من الهموم، ورجل شريف يتوب على يديه أقوام المفسدين، فمن رأى كأنّه على المغتسل، ارتفع أمره وخرج من الهموم. فإن رأى بعض الأموات يطلب من يغسل ثيابه، فإنّ ذلك فقره إلى فى دعاء، وصدقة، وقضاء دين أو إرضاء خصم، أو تنفيذ وصية. فإن رأى كأنّ إنساناً غسل ثيابه، فإنّ ذلك خير يصل إلى الميت من الغاسل. وأما الكفن: فقد قيل هو دليل الميل إلى الزنا، فإن رأى كأنّه لم يتم لبسه، فإنه يدعى إلى الزنا فلا يجيب، ومن رأى كأنه ملفوف في الكفن كما تلف الموتى، د لت رؤياه على موته، فإن لم يغط رأسه ورجليه فهو فساد دينه، وكلما كان الكفن على الميت أقل، فهو أقرب إلى التوِبة، وما كان أكثر فهو أبعد من التوبة. ومن رأى كأن قوماً مجهولين زينوه وألبسوهِ ثياباَ فاخرة، من غير سبب موجب لذلك من عيد أو عرس وأنّهم تركوه في بيت وحيداً، فذلك دليل موته، والثياب الجدد البيض تجديد أمره. وأما الحنوط: فدليل التوبة للمفسد، والفرج للمغموم، والثناء الحسن، ومن رأى كأنّه استعان برجل يشتري له الحنوط، فإنّه يستعين به في حسن محضر، وذلك أن الحنوط يذهب نتن الميت. وأما النعش: فمن رأى كأنّه حمل على نعش ارتفع أمره، وكثر ماله، لأنّ أصله من الانتعاش.
ومن رأىِ كأنّه على الجنازة: فإنّه يواخي إخواناً في الله تعالى: لقوله عز وجلّ: " إخْوَانَاَ عَلَى سُرًرٍ مُتَقَابِليِنَ " . وقال بعضهم أنّ الجنازة رجل موافق يهلك على يديه قوم أردياء. فإن رأى كأنّه موضوع على جنازة وليس يحمله أحد فإنّه يسجن فإن رأى كأنّه حُمل على الجنازة فإنه يتبع ذا سلطان، وينتفع منه بمال فإن رأى كأنه رفع ووضع على جنازة، وحمله الرجال على أكتافهم، فإنّه ينال سلطاناً ورفعة، ويذل أعناق الرجال، ويتبعه في سلطانه بقدر من رأى من مشيعي جنازته. فإن رأى أنّهم بكوا خلف جنازته. حمدت عاقبة أمره، وكذلك إن أثنوا عليه الجميل أو دعوا له. فإن رأى كأنّهم ذموه ولم يبكوا عليه، لم تحمد عاقبته، فإن رأى كأنّه اتبع جنازة، فإنّه يتبع سلطاناً فاسد الدين. فإن رأى جنازة في سوق، فإنّ ذلك نفاق ذلك السوق فإن رأى كأنّ جنازه حملت إلى المقابر معروفة، فإنّه حق يصل إلى أربابه، فإن رأى كأنّ جنازة تسير في الهواء، فإنّه يموت رجل رفيع في غربة، أو رئيس أو عالم رفيع يعمى على الناس أمره. فإن رأى أنّه على جنازة يسير على الأرض، فإنّه يركب في سفينه.
فإن رأى جنائز كثيرة موضوعة في مكان، فإنّ أهل ذلك المكان يكثرون ارتكاب الفواحش. فإن رأت امرأة أنّها ماتت وحملت على جنازة، فإن لم تكن ذات زوجٍ تزوجت، وإن كانت ذات زوج فسد دينها. فإن رأى أنّه حمل ميتاً أصاب مالاً حراماً. فإن رأى أنّه جر الميت على الأرض، اكتسب مالاً حراماً فإن رأى أنّ ميتاً تعلق بفاسد، فإنهّ يصيد فأراً، فإن رأى أنه نقل ميتاً إلى المقابر فإنّه يعمل بالحق، فإن رأى أنّه نقل ميتاً إلى السوق، نال حاجة وربحت تجارته ونفقت.
فأما الصلاة على الميت، فكثرة الدعاء والاستغفار له، فإن رأى كأنّه الإمام عليه عند الصلاة عليه، ولي ولاية من قبل السلطان المنافق. ومن رأى كأنّه خلف إمام يصلي على ميت، فإنه يحضر مجلساً يدعون فيه للأموات. وأما الدفن فمن رأى كأنّه مات ودفن، فإنّه يسافر سفراً بعيداً يصيب فيه مالاً،لقوله تعالى: " ثُم أمَاتَهُ فَأقْبَرَهُ ثُم إذَا شَاءَ أنْشَرَهُ " . ومن رأى كأنّه دفن في قبر من غير موت، دلت رؤياه على أن دافنه يقهره أو يحبسه. فإن رأى أنّه مات في القبر بعد ذلك، فإنّه يموت في الهم. فإن لم ير الموت في القبر نجا من ذلك الحبس والظلم. وقال بعضهم من دفن فإن دينه يفسد، وإن رأى أنّه خرج من القبر بعدما دفن، فإنه يرجى له التوبة. فإن رأى أنّه حثي على رجل التراب أو سلمه إلىِ حفيرة القبر، فإنّه يلقيه في هلكة. فإن رأى كأنّه وضع في اللحد، فإنّه يناله داراً. فإن سوى عليه التراب، نال بقدر ذلك التراب مالاً.
وأما القبر المحفور في الأصل، فقيل هو السجن في التأويل، كما أنّ السجن القبر. فمن رأى أنّه يريد أن يزور المقابر، فإنّه يزور أهل السجن، فإن رأى أنّه حفر قبراً على سطح، فإنّه يعيش عيشاً طويلاً. والقبور الكثيرة في موضع مجهول، تدل على رجاله منافقين، ومن رأى كأنّ القبور مطرت، نال أهلها الرحمة. فإن رأى قبراً في موضع مجهول، فإنّه يخالط رجلاً منافقاً. وأما المقابر المعروفة فإنّها تدل على أمر حق وهو غافل عنه. فإن رأى كأنّه يحفر لنفسه قبراً، فإنّه يبني لنفسه داراً. وإن رأى كأنّ قبر ميت حول إلى داره أو محله أو بلده، فإنّ عقبه يبنون هناك داراً. فإن رأى كأنّه دخل قبراً من غير أن كان على جنازة اشترى داراً مفروغاً منها. ومن رأى كأنّه قائم على قبر، فإنّه يتعاطى ذنباً، لقوله تعالى: " ولا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ " . فإن رأى رجلاً موسراً في مقبرة يطوف حول القبور فيسلمٍ عليها، فقيل إنّه يصير مفلساً يسأل الناس، لأنّ المقبرة موضع المفاليس، فإن رأى ميتاً كأنه حي، فإنّه يصلح أمره بعد الفساد، ويتعقب عسره يسر من حيث لا يحتسب، فإن رأى حياً كأنّه ميت، فإنّه يعسر عليه أمره، ذلك لأن الحياة يسر والموت عسر. فإن رأى الأموات مستبشرين، دل على حسن حاله عند الله تعالى، لأنّهم في دار الحق. ومن رآهم غير مستبشرين، أو رآهم معرضين عنه، دل على سوءِ حاله عند الله، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: " يكفي أحدكم أن يوعظ في منامه " . فإن رأى ميتاً عرفه فأخبره أنّه لم يمت، دل على صلاح حال الميت في الآخرة، لقوله تعالى: " بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُون " . وكذلك لورأى على الميت تاجاً أوخواتيم، أورآه قاعداً على سرير، ولورأى على الميت ثياباً خضراً، دل على أنّ موته كان على نوع من أنواع الشهادة، كما تدل مثل هذه الرِؤيا علىِ حسن حال الميت في الآخرة، فكذلك تدل على عقبه في الدنيا. فإن رأى ميتاً ضاحكاً، فإنّه مغفور له، لقوله تعالى: " وجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِم ضَاحِكَة مُسْتَبْشِرة " . فإن رأى ميتاً طلق الوِجه لم يكلمه ولم يمسه، فإنّه راضٍ عنه لوصول بره إليه بعد موته، فإن رآه معرضاً عنه أومنازعاً له، وكأنّه يضربه، دل على أنّه ارتكب معصية وقيل إن رأى ميتاً ضربه فإنّه يقتضيه ديناً.
فإن رأى الميت غنياً فوق غناه في حياته، فهو صلاحٍ حاله في الآخرة. وإن فقيراً فهو فقره إلى الحسنات. وإن رأى كأنّ الميت عرياناً فهو خروجه من الدنيا عارياً من الخيرات، وقيل إن عري الميت راحته. فإن رأى كأنّ أقواماً معروفين قاموا من موضع لابسين ثياباً جدداً مسرورين، فإنّه يحيا لهم وتعقبهم أمور ويتجدد لهم إقبال ودولة. فإن كانوا محزونين أو ثيابهم دنسة، فإنّهم يفتقرون ويرتكبون الفواحش. فإن رأى في مقبرة معروفة قيام الأموات منها، فإنّ أهل ذلك الموضع تنالهم شدة ويظهر فيها منافقون، وأمّا الكافر الميت إذا رؤي في أحسن حالة وهيئة، دل ذلك على ارتفاع أمر عقبه، ولم يدل علىِ حسن حاله عند اللهّ: فإن رأى كأنّ الميت ضحك ثم بكى دل على أنّه لم يمت مسلماً. وكذلك لو رأى أنّ وجه الميت مسود لقوله تعالى: " فأما الّذِيَن اسْوَدَّتْ وَجُوهُهمْ أكَفَرَتْمُ بَعْدَ إيْمَانِكُم " .
فإن رأى كأنّ على الميت ثياباً وسخة، أو كأنّه مريض، فإنّه مسؤول عنِ دينه فيما بينه وبين الله تعالى، خاصة دون الناس. وإن رأى الميت مشغولاً أو متعباً، فذلك شغله بما هو فيه، فإن رأى كأنّ جده وجدته قد حييا، فإنّ ذلك حياة الجد والبخت. فإن رأى كأنّ أمه قدحييت، أتاه الفرج من هم هو فيه. وكذلك إن رأى أباه قد حيي إلا أن رؤية الأب أقوى. فإن رأى أن ابناً له قد حيي، ظهر له عدو من حيث لا يحتسب، فإن رأى أنّ ابنة له ميتة قد عاشت، أتاه الفرج. ومن رأى كأنّ أخاً له ميتاً قد عاش، فإنّه يقوى من بعد ضعف، لقوله تعالى: " أشددْ بهِ أزْرِي " . ومن رأى أختاً له ميتة قد عاشت، فإنّه قدوم غائب له من سفر وسرور يأتيه، لقوله تعالى: " وَقَالَتْ لأخْتِهِ قُصِّيه فَبَصُرَتْ بهِ عَنْ جُنُبٍ " . فإن رأى خاله أو خالته قد عاشا، فإنه يعود إليه شيء قد خرج من يده.
ومن رأى كأنّه أحيا ميتاً، فإنّه يسلم على يديه كافراً أو يتوب فاسق. فإن رأى في محلته نسوة ميتات معروفات قد قمن من موضعه مزينات، فإنه يحيا لأصحاب الرؤيا والأعقاب أولئك النسوة أمور على قدر جمالهن وثيابهن، فإن كانت ثيابهن بيضاً فإنه أمور في الدين، وإن كانت حمراً فأمور في اللهو، وإن كانت سوداء ففي الغنى والسؤدد، وإن كانت خلقاناً فإنّها أمور في فقر وهم، وإن كانت وسخة فإنّها تدل على كسب الذنوب فإن رأى ميتاً كأنّه نائم، فإنّ نومه راحته في الاخرة. فمن رأى كأنّه نام في فراش مع الميت، فإنّه يطول عمره.
فإن رأى ميتاً كأنّه يصلي في غير موضع صلاته الذي كان يصلي فيه أيام حياته فتأويلها أنه وصل إليه ثواب عمل كان يعمله في حياته، أو ثواب وقف قد وقفه وتصدق به، فإن كان الميت والياً فإنّ عقبه ينالون مثل ولايته، فإن رأى كأنّه يصلّي في موضع كان يصلي فيه أيام حياته، دل ذلك على صلاح دين عقب الميت من بعده، لأنّ الميت قد انقطع عن العمل لنفسه، فإن رأى كأنّ ميتاً يصلي بالأحياء فإنّه تقصر أعصار أولئك بالأحياء، لأنّهم اتبعوا الموتى. فإن رأى كأنّه يتبع الميت ويقفو أثره في دخوله وخروجه، فإنّه يقتدي بأفعاله من الصلاح والفساد، فإن رأى ميتاً في مسجد، دل على أمنه من العذاب، لأنّ المسجد أمن.
فإن رأى ميتاً يشتكي رأسه، فهو مسؤول عن تقصيره في أمر والديه أو رئيسه فإن كان يشتكي عنقه، فهو مسؤول عن تضييع ماله أو منعه صداق امرأته. فإن كان يشتكي يده فهو مسؤول عن أخيه وأخته أو شريكه أو يمين حلف بها كاذباً. وإن كان يشتكي جنبه، فهو مسؤول عن حق المرأة. فإن كان يشتكي بطنه فهو مسؤول عن حق الوالد والأقرباء وعن ماله. فإن رأى أنّه يشتكي رجله، فهو مسمؤول عن إنفاقه ماله في غير رضا اللهّ. فإن رآه يشتكي فخذه، فهو مسؤول عن عشيرته وقطع رحمه، فإن رآه يشتكي ساقيه، فهو مسؤول عن إفنائه حياته في الباطل. ومن رأى كأنّ ميتاً ناداه من حيث لا يراه، فأجابه وخرج معه بحيث لا يقدر أن يمتنع منه، فإنّه يموت في مثل مرض ذلك الميت الذي ناداه، أو في مثل سبب موته من هدم أو غرق أو فجأة. وكذلك لو رأى أنّه تابع ميتاً، فدخل معه داراً مجهولة ثم لا يخرج منها، فإنّه يموت. فإن رأى كأنّ الميت يقول له أنت تموت وقت كذا، فقوله حق. فإن رأى كأنّه اتبع ميتاً ولم يدخل معه داراً، أو دخل ثم انصرف، فإنّه يشرف على الموت ثم ينجو. فإن رأى كأنّه يسافر مع ميت، فإنّه يلتبس عليه أمره. فإن رأي كأنّ الميت أعطاه شيئاً من محبوب الدنيا، فهو خير يناله من حيث لا يرجو، فإن كان الميت أعطاه قميصاً جديداً أو نظيفاً، فإنّه ينال معيشة مثل معيشته أيام حياته. فإن رأى كأنّه أعطاه طيلساناً، فإنّه يصيب جاهاً مثل جاهه، فإن أعطاه ثوباً خلقاً، فإنّه يفتقر. فإن أعطاه ثوباً وسخاً، فإنّه يركب الفواحش. فإن أعطاه طعاماً، فإنّه يصيب رزقاً شريفاً من حيث لا يحتسب. ومن رأى كأنّ الميت أعطاه عسلاً، نال غنيمة من حيث لا يرجو. ومن رأى كأنّه أعطاه بطيخاً، أصابه هم، لم يتوقعه. فإن رأى كأن الميت يعظه أو يعلمه علماً، فإنّه يصيب صلاحاً في دينه بقدر ذلك.فإن رأى كأنّه أعطى الميت كسوة لم ينشرها ولم يلبسها، فإنّه ضرر في ماله أو مرض، ولكنه يشفى. فإن رأى كأنّه نزع كسوة حتى يلبسها الميت، فخرجت الكسوة من ملك الحي، فإنّه يموت، وإن لم تخرج الكسوة من ملكه وناولها ليخيطها أو ليعملها لم يضره ذلك. وكل شيء يراه الحي أنّه أعطاه للميت فإنّه غير محبوب، إلا في مسألتين: إحداهما أنّه إذا رأى كأنّه أعطى الميت بطيخاً فإنّه يذهب همه من حيث لا يحتسب. والثانية أنّه إذا رأى أنِّه أعطى عمه أو عمته بعد موتهما في منامه، فإنه يلزمه غرم ونفقة.
فإن رأى كأنّ ميتاً سلم عليه، دل على حسن حاله عند الله عزّ وجلّ. فإن رأى كأنّه أخذ بيده، فإنّه يقع في يده مال من وجه ميئوس منه. فإن رأى الميت كأنّه عانقه معانقة مودّة، طال عمره. فإن رأى كأنه عانقه معانقة ملازمة أو منازعة، فلا تحمد رؤياه، فإن رأى كأنّه يكلم الميت، عاش طويلاً، وتدل هذه الرؤيا علىِ أنّ صاحبها يصالح قوماً بعد المنازعة، فإن رأى كأنّه يقبل ميتاً مجهولاً، نالت مالاً من حيث لا يحتسب. فإن قبل ميتاً معروفاً، فإنّه ينتفع من الميت بعلمه أو ماله. فإن رأى كأنّ ميتاً معروفاً قبله، نال من عقبه خيراً. فإن رأى ميتاً مجهولاً قبله، فهو قبوله الخير من موضع لا يرجوه. فإن رأى كأنّ ميتاً اشترى طعاماً، فإن يغلو أو يعز ذلك الطعام. فإن رأى كأن الأموات يبيعوِن طعاماً أو متاعاً، كسد ذلك الطعام والمتاع. فإن وجد الحي بين الطعام والمتاع إنساناَ ميتاً، أو فأرة ميتة، أو دابة ميتة، فإنّه ينفسد ذلك الطعام والمتاع. وإن رأى كأنّه ينكح ميتاً مجهولاً في قبر، فإنّه يزني. فإن رأى كأنّه نكحه فأمنى، فإنّه يخالط رجلاً شريراً منافقاً ويغرم عليه مالاً. فإن رأى أنّه ينكح ميتاً معروفاً، رجلا كان أو امرأة، فإنّه يظفر بحاجة قد أيس منها، فإن رأى أنّه نكح رجلاً صديقاً، أصاب عقبه من الفاعل خيراً. فإن كان المنكوح عدواً، فإنّ الفاعل يظفر بعقب ذلك الميت. فإن رأى أنّه ينكح ذا حرمة من الموتى، فإنّ الناكح يصل المنكوح بصدقة أو دعاء، أو يصل إلى عقبه منه خير، وقيل إنّه يقدم على حرام. فإن رأى كأنّ ميتاً معروفاً نكحه، أصابه نفع من عمله أو ماله. فإن رأى كأنّ امرأة ميتة حييت، فنكحها وأصابه من مائها، فإنّه يظفر بحاجته، وينفق فيها مالاً بطيبة نفس منه، وينال ولاية مستأنفة، وتجارة رابحة. فإن تزوج بامرأة ميتة، ورأى أنّها حية، وحولها إلى منزله، فإنّه يعمل عملاً يندم عليه، فإن وطئها وتلطخ من مائها. فإنّه نادم من عمل في خسران وهم، وتحمد عاقبته، وينال خيراً بقدر ما أصابه من مائها آخر الأمر. فإن رأى كأنّه تزوج بامرأة ميتة، ورأى أنّها حية، ودخل بها ولم يمسها، لكنه تحول إلى دارها واستوطنها، دلت رؤياه على موته وكذلك رؤيا المرأة، جارية مجرى رؤية الرجل في كل ذلك. قال الأستاذ أبو سعد رحمه الله: الأصل في رؤيا الميت و الله أعلم، أنك إذا رأيت ميتاً في منامك يعمل شيئاً حسناً، فإنّه يحثك على فعل ذلك، وإذا رأيته يعمل عملاً سيئاً، فإنّه ينهاك عن فعله ويدلّك على تركه. ومن رأى كأنّه نبش عن قبر ميت، فإنّه يبحث عن سيرة ذلك الميت في حال حياته ديناً ودنيا، ليسير بمثل سيرته. فإن رأى الميت حياً في قبره، نال براً وحكمة ومالاً حلالاً. وإن وجد ميتاً في قبره فلا يصفو ذلك المال. قال بعضهم: من رأى كأنّه أتى المقابر، فنبش عنها، فوجدهم أحياء أو أمواتاً، فإنّه يدل على وقوع موت ذريع في تلك الناحية أو البلدة، و الله أعلم. ومن هذا الباب مسائل كثيرة، تجيء في الباب التاسع والثلاثين، والثامن والثلاثين، فمن أحبها فليطلبها هنالك.
|
|
|
|
أبوعمر | التاريخ: الجمعة, 2011-09-02, 12:14:00 PM | رسالة # 17 |
لواء
المشاركات : 764
| الباب السابع عشر
في رؤيا القيامة والحساب والميزان والصحائف والصراط وما يتصل بذلك ...
أخبرنا الحسن بن بكير بعكا قال: حدثنا أبو يعقوب إسحق بن إبراهيم الأذرعي عن عبد الرحمن بن واصل، عن أبي عبيد التستري، قال: رأيت كأنّ القيامة قد قامت، وقد اجتمع الناس، فإذا المنادي ينادي: أيها الناس، من كان من أصحاب الجوع في دار الدنيا، فليقم إلى الغداء. فقام الناس واحداً بعد واحد، ثم نوديت يا أبا عبيد قم، فقمت وقد وضعت الموائد، فقلت لنفسي: ما يسرني أتى. ثم أخبرنا أبوالحسن الهمذاني بمكة حرسها الله، قال حدثنا محمد بن جعفر، عن أحمد بن مسروق، محال: رأيت في المنام كأنّ القيامة قد قامت، والخلق مجتمعون، إذ نادى مناد الصلاة جامعة، فاصطف الناس صفوفاً، فأتاني ملك عرض وجهه قدر ميل، في طول مثل ذلك، قال تقدم فصل بالناس، فتأملت وجهه، فإذا بين عينيه مكتوب جبريل أمين الله، فقلت فأين النبي صلى الله عليه وسلم، فقال هو مشغول بنصب الموائد لإخوانه من الصوفية، وذكر الحكاية. قال الأستاذ أبو سعد رحمه اللهّ: قال الله تبارك وتعالى: " و نَضَعُ الموَازِين القِسْطَ لِيَوْم القِيَامَةِ فلا تُظلَمُ نَفسٌ شَيْئاً " . فمن رأى كأنّ القيامة قد قامت في مكان، فإنّه يبسط العدل في ذلك المكان لأهله فينتقم من الظالمين هناك وينصر المظلومين، لأنّ ذلك يوم الفصل والعدل، ومن رأى كأنّه ظهر شرط من أشراط الساعة بمكان، مثل الطلوع بمكان الشمس من مغربها، وخروج دابة الأرض أو الدجال، يأجوِج ومأجوج، فإن كان عاملاً بطاعة الله عزّ وجلِّ، كانت رؤياه بشارة له. وإن كا عاملاَ بمعصية الله أو هاماً بها، كانت رؤياه له نذيراً. فإن رأى كأنّ القيامة قد قامت وهو واقف بين يدي الله عزّ وجلّ، كانت الرؤيا أثبت وأقوى، وظهور العدل أسرع وأوحى . وكذلك إن رأى في منامه كأنّ القبور قد انشقت، والأموات يخرجون منها، دلت رؤياه على بسط العدل، فإن رأى قيام القيامة، وهو في حرب. نصر. فإن رأى أنه في القيامة، أوجيت رؤياه سفراً، فإن رأى كأنه حشر وحده، أو مع واحداً آخر دلت رؤياه على أنّه ظالم، لقوله تعالى: " احشُرُوا الذِينَ ظَلَمُوا وأزْوَاجَهُمْ " . فإن رأى كأنّ القيامة قد قامت عليه وحده، دلّت رؤياه على موته، لما روي في الخبر أنّه من مات قامت قيامته، فإن رأى القيامة قد قامت، وعاين أهوالها، ثم رأى كأنها سكنت، وعادت إلى حالها، فإنّها تدل على تعقب العدل والظلم من قوم لا يتوقع منهم الظلم. وقيل إنّ هذه الرؤيا يكون صاحبها مشغولاً بارتكاب المعاصي وطلب المحال، مسوقاً بالتوبة أو مصراً على الكَذب، لقوله تعالى: " ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون " . ومن رأى كأنّه قرب من الحساب فإن رؤياه تدل على غفلته عن الخير، وإعراضه عن الحق، لقوله تعالى: " اقتَرَبَ للنّاس حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلةٍ معْرِضُون " . فإن رأى كأنّه حوسب حساباً يسيراً، دلت رؤياه على شفقة زوجته عليه، وصلاحها وحسن دينها. فإن رأى كأنّه حوسب حساباً شديداً، دلت رؤياه على خسران يقع له، لقوله تعالى: " فَحَاسَبْنَاها حِسَاباً شَدِيداً " . فإن رأى كأنّ الله سبحانه وتعالى يحاسبه، وقد وضعت أعماله في الميزان فرجحت حسناته على سيئاته، فإنّه في طاعة عظيمة، ووجب له عند الله مثوبة عظيمة، وإن رجحت سيئاته على حسناته، فإن أمر دينه مخوف. وإن رأى كأن الميزان بيده، فإنّه على الطريقة المستقيمة، لقوله تعالى: " وأنْزَلنَا معَهُم الكِتابَ والميزَانَ " . فإن رأى كأنّ ملكاً ناوله كتاباً. وقال له اقرأ، فإن كان من أهل الصلاح نال سروراً، وإن لم يكن كان أمره مخوفاً، لقوله تعالى: " اقرأ كتابك " . فإن رأى أنّه على الصراط فإنّه مستقيم على الدين. فإن رأى أنّه زال عن الصراط والميزان والكتاب، وهو يبكي، فإنه يرجى له إن شاء الله تسهيل أمور الآخرة عليه.
|
|
|
|
أبوعمر | التاريخ: الجمعة, 2011-09-02, 12:14:23 PM | رسالة # 18 |
لواء
المشاركات : 764
| الباب الثامن عشر في تأويل رؤيا جهنم نعوذ ب الله منها ...
أخبرنا أبوعمرو محمد بن جعفر بن مطر، قال: حدثنا حمد بن سعيد بن محمد، قال: حدثنا محمد بن يعقوب الكرابسي، حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي حدثنا الحكم بن ظهير، حدثنا ثابت بن عبد الله بن أبي بكرة عن أبيه عن جده، قال: من رأى أنّه يحرق، فهو في النار. فإن رأى كأنّ ملكاً أخذ بناصيته فألقاه في النار، فإنّ رؤياه توجب له ذلاً. فإن رأى مالكاً خازن النار طلقاً بساماً، سر من شُرطي أو جلاد أو صاحب عذاب السلطان. فإن رأى النار من قريب، فإنّه يقع في شدة ومحنة لا ينجو منها، لقول الله تعالى: " وَرَأى المجْرِمُونَ النّارَ فَظَنّوا أنّهُمْ مُوَاقِعُوهَا ولمِ يَجدوا عَنْها مَصْرِفا " . وأصابه خسران فاحش، لقوله عزّ وجلّ: " إنّ عَذَابَها كَان غَرَامَا " . وكانت رؤياه نذيراً له ليتوب من ذنب هو فيه. فإن رأى كأنّه دخل جهنم، فإنّه يرتكب الفواحش والكبائر الموجبة للحد، وقيل أنه يقبض بين الناس. فإن رأى كأنّه أدخل النار، فإنّ الذي أدخله النار يضلّه ويحمله على ارتكاب فاحشة. فإن رأى كأنّه خرج منها من غير إصابة مكروه، وقع في غموم الدنيا. فإن رأى كأنه يشرب من حميمها أو طعم من زقومها، فإنّه يشتغل بطلب علم، ويصير ذلك العلم وبالاً عليه، وقيل إنّ أموره تعسر عليه، وتدل رؤياه على أن يسفك الدم. ومن رأى كأنه اسود وجهه فيها، يدل على أنّه يصاحب من هو عدو اللهّ، ويرضى بسوء فعله، فيذل ويسود وجهه عند الناس، ولا تحمد عاقبته. فإن رأى كأنّه لم يزِل محبوِساً فيها، لا يدري متى دخل فيها، فإنّه لا يزال في الدنيا فقيراً محزوناً محروماَ، تاركاَ للصلاة والصوم وجميع الطاعات. فإن رأى كأنّه يجوز على الجمر، فإنّه يتخطى رقاب الناس في المحامل والمجالس متعمداً. وكل رؤيا فيها نار فإنّها دالة على وقوع فتنة سريعة، لقوله تعالى: " ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ هَذَا الذِي كُنْتُمْ بهِ تَسْتَعْجِلون " . فإن رأى كأنّه سل سيفه ودخل النار، فإنه يتكلم بالفحشاء والمنكر. فإن رأى كأنّه دخلها متبسماً، فإنّه يفسق ويفرح بنعيم الدنيا.
|
|
|
|
أبوعمر | التاريخ: الجمعة, 2011-09-02, 12:14:52 PM | رسالة # 19 |
لواء
المشاركات : 764
| الباب التاسع عشر
في الجنة وخزنتها وحورها وقصورها وأنهارها وثمارها .....
أخبرنا الوليد بن أحمد الواعظ، قال أخبرنا ابن أبي حاتم، قال حدثنا محمد بن يحيى الواسطي، قال حدثنا محمد بن الحسين البرجلاني، قال حدثنا بشر بن عمر الزهراني أبو محمد، قال حدثنا حماد بنِ زيد، عن هشام بن حسان، عن حفصة بنت راشد، قالت: كان مروان المحلمي جاراً لنا، وكان ناصباً مجتهداً فمات فوجدت عليه وجداً شديداً، فرأيته فيما يرى النائم، فقلت يا أبا عبد الله ما فعل بك ربك؟ قا أدخلني الجنة، قالت: قلت ثم ماذا؟ قال ثم رفعت إلى أصحاب اليمين، قالت: قلت ثم ماذا؟ قال ثم رفعت إلى المقربين، قلت فمن رأيت من إخوانك؟ قال رأيت الحسن وابن سيرين وميموناً. قال حماد، قال هشام بن حسان حدثتني أم عبد الله وكانت من خيار نساء أهل البصرة، قالت رأيت في منامي، كأني دخلت داراً حسنة، ثم دخلت بستاناً، فرأيت من حسنه ما شاء اللهّ، فإذا أنا برجل متكىء على سرير من ذهب وحوله وصائف بأيديهم الأكاريب، قالت فإنني متعجبة من حسن ما أرى، إذ أتي برجل، فقيل من هذا؟ قال هذا مروان المحلمي أقبل فاستوى على سريره جالساً، قالت فاستيقظت من منامي، فإذا جنازة مروان قد مرت عليّ تلك الساعة. أخبرنا أبو الحسين عبد الوهاب بن جعفر الميداني بدمشق، قال أخبرنا علي بن أحمد البزار، قال سمعت إبراهيم بن السري المغلس يقول: سمعت أبي يقول: كنت في مسجدي ذات يوم وحدي بعدما صلّينا العصر، وكنت قد وضعت كوز ماء لأبرده لإفطاري في كوة المسجد، فغلب عيني النوم، فرأيت كأن جماعة من الحور العين قد دخلن المسجد وهن يصفقن بأيديهن، فقلت لواحدة منهن: لمن أنت؟ قالت لثابت البناني، فقلت للأخرى: وأنت؟ فقالت لعبد الرحمن بن زيد، وقلت للأخرى: وأنت فقالت لعتبة، وقلت للأخرى: وأنت؟ فقالت لفرقد، حتى بقيتَ واحدة، فقلت: لمن أنت؟ فقالت لمن لا يبرد الماء لإفطاره. فقلت لها فإن كنت صادقة فاكسري الكوز، فانقلب الكوز ووقع من الكوة، فانتبهت من منامي بكسر الكوز. قال الأستاذ أبو سعد رحمه اللهّ: من رأى الجنة ولم ير دخولها، فإن رؤياه بشارة بخير عمل عمله أو يهم بعمله، وهذه رؤيا متصف ظالم. وقيل من رأى الجنة عياناً، نال ما اشتهى وكشف عنه همه. فإن رأى كأنّه يريد أن يدخلها فمنع فإنه يصير محصراً عن العج والجهاد، بعد أن يهم بهما، أو يمنع من التوبة من ذنب هوعليه مصر، يريد، يتوب منه، فإن رأى أن بابآً من أبواب الجنة أغلق عنه، مات أحد أبويه فإن رأى أن بابين أغلقا عنه، مات أبواه. فإن رأى كأنّ جميع أبوابها تغلق عنه ولا تفتح له، فإن أبويه ساخطان عليه. فإن رأى كأنّه دخلها من أيّ باب شاء، فإنّهما عنه راضيان، فإن أى كأنّه دخلها، نالت سروراً وأمناً في الدراين، لقوله تعالْى: " ادخُلُوهَا بِسَلامٍ آمِنين " . فإن رأى كأنّه أدخل الجنة، فقد قرب أجله وموته، وقيل إنّ صاحب الرؤيا يتعظ ويتوب من الذنوب على يد من أدخله الجنة، إن كان يعرفه. وقيل من رأى دخول الجنة، نال مراده بعد احتمال المشقة، لأنّ الجنة محفة بالمكاره، وقيل إنّ صاحب مذه الرؤيا يصاحب أقواماً كباراً كراماً، ويحسن معاشرة الناس، ويقيم فرائض الله تعالى فإن رأى كأنّه يقال له ادخل الجنة، فلا يدخلها، دلت رؤياه على ترك الدين، لقوله تعالى: " وَلا يَدْخلُون الجَئّةَ حتّى يلجَ الجَمَلُ في سَمِّ الخيّاطِ " . فإن رأى أنّه قيل له إنك تدخل الجنة، فإنه ينال ميراثاً، لقوله تعالى: " وتلك الجَنّة التي اوُرِثْتُموها " . فإن رأى أنّه في الفردوس نال هداية وعلماً. فإن رأى كأنّه دخل الجنة متبسماً، فإنّه يذكر الله كثيرآً. فإن رأى كأنّه سل سيفاً ودخلها، فإنّه يأمر بالصعروف وينهى عن المنكر وينال نعمة وثناء وثواباً. فإن رأى كأنّه جالس تحمت شجرة طوبى، فإنّه ينال خير الدارين لقوله تعالى: " طُوبَى لَهُمْ وحًسْنَ مَآب " . فإن رأى كأنّه في رياضها رزق الإخلاص وكمال الدين. فإن رأى كأنّه أكلً من ثمارها، رزق علماً بقدر ما أكل. وكذلك إن رأى أنّه شرب من مائها وخمرها ولبنها، نال حكمة وعلماً وغنى، فإن رأى كأنه متكىء على فراشها، دل على عفة لامرأته وصلاحها، فإن كان لا يدري متى دخلها، دام عزه ونعمه في الدنيا ما عاشِ. فإن رأى كأنِّه منع ثمار الجنة، دل على فساد دينه، لقوله تعالى: " مَنْ يُشْرك بالله فقَدْ حًزمَ الله عَلَيْهِ الجَنّةَ " . فإن رأى كأنّه التقط ثمار الجنة وأطعمها غيره، فإنّهَ يفيد غيره علماً يعمل به وٍ ينتفع، ولا يستعمله هو ولا ينتفع به. فإن رأى كأنّه طرح الجنة في النار، فإنّه يبيع بستاناً ويأكل ثمنه. فإن رأى كأنّه يشرب من ماء الكوثر، نال رياسة وظفراً على العدو، لقوله تعالى: " إنّا أعْطَيْنَاكَ الكَوْثَرْ فَصَلِّ لرَبِّكَ وانْحَرْ " . ومن رأى كأنّه في قصر من قصورها، نال رياسة أو تزوج بجارية جميلة، لقوله تعالى: " حُورٌ مقْصورَاتٌ في الخِيَام " . فإن رأى كأنّه ينكح من نساء الجنة، وغلمانها يطوفون حوله، نال مملكة ونعماً لقوله تعالى: " وَيَطوفُ عَلَيْهمْ وِلدَان مُخَلّدُون " . وحكي أنّ الحجاج بن يوسف، رأى في منامه كأنّ جاريتين من الحور العين نزلتا من المساء، فأخذ الحجاج إحداهما ورجعت الأخرى إلى السماء، قال فبلغت رؤياه إلى ابن سيرين، فقال: هما فتنتان يدرك إحداهما ولا يدرك الأخرى، فأدرك الحجاج فتنة ابنِ الأشعث ولم يدرك فتنة ابن المهلب. وإن رأى رضوان خازن الجنة، نال سروراً ونعمة وطيب عيش ما دام حياً، وسلم من البلايا، لقوله تعالى: " وقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُها لسَلامٌ عَلَيْكًمْ " . فإن رأى الملائكة يدخلون عليه ويسلمون عليه في الجنة، فإنّه يصير على أمر يصل به إلى الجنة، لقوله تعالى: " والملائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَليهِم منْ كُلِّ بَابٍ " . ويختم له بخير.
|
|
|
|
أبوعمر | التاريخ: الجمعة, 2011-09-02, 12:15:42 PM | رسالة # 20 |
لواء
المشاركات : 764
| الباب العشرون
في تأويل رؤيا الجن والشياطين ...
قال الأستاذ أبو سعد: من رأى أنّه تحول جنياً، قوي كيده. ورؤيا سحرة الجن في المنام، تدل على الغيلان. فإذا رأى الإنسان في منامه الجن واقفة قرب بيته، فإن رؤياه تدل على إحدى ثلاث خصال: إما على خسران، أو على هوان، أو على أنّ عليه نذراً لم يف به. فإن رأى كأنّه يعلم الجن القرآن، أو يستمعونه منه، رزق الرياسة والولاية، لقوله تعالى: " قُلْ أوًحِيَ إليَّ أنّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الجِنِّ " . فإن رأى أنّ الجن دخلوا داره، وعملوا في داره عملاً، فإن اللصوص يدخلون داره ويضرون به، أو يهجم عليه أعداؤه في بيته. والأصل في رؤيا الجن أنّهم أصحاب الاحتيال لأمور الدنيا وغرورها. وأما الشيطان فهو عدو في الدين والدنيا، مكّار خدّاع، غير مكترث بشيء، وإنّما يكون تأويله السلطان، وربما كان الأهل. ومن رأى كأنّ طائفاً من الشيطان مسه وهو مشتغل بذكر الله تعالى، دلت رؤياه على أنّ له أعداء كثيرة يريدون إهلاكه، فلا ينالون منه مرادهم، لقوله تعالى: " إنَّ الذِينَ اتّقُوا إذا مَسّهُم طائِفٌ مِنَ الشّيْطَانِ تَذَكّرُوا " . فإن رأى كأن شهاباً ثاقباً يتبع شيطاناً، دلّت رؤياه على صحة دينه، ومن رأى كأنّ الشيطان خوفه، فى دلت رؤياه على إخلاصه في دينه، وعلى أمن من خوف هو فيه، بدليل قوله تعالى: " فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُون إنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِين " . ومن رأى الشيطان فرحاً مسروراً، اشتغل بالشهوات. ومن رأى كأنّ الشيطان نزع لباسه، عزل عن ولاية إن كان والياً، أو أُصيب بضيعة إن كان صاحب ضيعة، لقوله تعالى: " يا بني ادمَ لَا يَفْتِنَنّكُمْ الشّيْطَانُ " . فإن رأى كأن الشيطان قد مسه، فإنّ له عدواً يقذف امرأته ويغويها، وقيل إنّ هذه الرؤيا تدل على فرجِ صاحبها منِ غم، أو شفاء من مرض، لقوله تعالى: " واذْكُرْعبدنا أيُوبَ إذْ نَادَى ربّهُ أني مًسّنِي الشّيْطَان " . ومن رأى كأنّ الشيطان يتبعه، فإنّ عدواً يخدعه ويغريه، وينقص من عمله وجاهه، لقوله تعالى: " فأتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكان مِنَ الغَاوِين " . ومن رأى كأنّه ملك الشياطين فاتبعوه وانقادوا له، نالت رياسة وهيبة وقهر أعداء لقوله تعالى: " ومِنَ الشَّياطِين مَنْ يَغُوصُونَ لَهُ " . فإن رأى كأنّه قيد الشيطان نال نصرة، لقوله " مُقْرَّنينَ في الأصْفَادٍ " . فإن رأى كأنّ شيطاناً نزل عليه، ارتكب إثماً وافترى كذباً، لقول الله تعالى: " تَنزّلُ عَلَى كلِّ أَفّاكٍ أثِيم " . فإن رأى كأن يناجي الشيطان، فإنّه يشاور أعداءه ويظاهرهم في أهلٍ الصلاح، فلا يستطيعون، لقوله تعالى " إنّما النَّجْوَى مِنَ الشّيْطانِ ليَحْزُنَ الذِين آمنوا " . فإن رأى أنّ الشيطان يعلمه كلاماً، فإنّه يتكلم بكلام مفتعل، أو يكيد الناس، أو ينشد كذب الأشعار. فإن رأى كأنّه قتل إبليس، فإنّه يمكر بمكر وخداع. والدجال إنسان مخادع، يفتتن الناس به.
|
|
|
|